أبي ...تبكيك زوايا الأماكن و غرف القلوب !!!
الساعة 12:44 صباحاً

ترتعش أصابعي رهبة و مهابة كلما هممت بالكتابة لك أيها الراحل المقيم في سويداء قلوبنا أبي كلمة ثلاثية الأحرف أبت الأقدار إلا أن تحرمني من تعطير فمي بطهرها و عذوبتها و أريجها الطاغي الذي يسري بفعلها تيار بالغ الدفئ في كل الجسد ليلقي على المكان و الزمان جمالا و طاقة إيجابية ، أبي أشتاق لك و لايامنا التي طرزت تفاصيلها بكاريزمية تشع محبة و الق و عطاء لا سقف له حنان وحنو ينداح كشلال جارف يروي قلوبنا و يفيض ليشمل كل رفاقك و زملائك في العمل و كل إنسان يلقاك هنا أو هناك . رفيقي الراحل نعمان شمسان الجلدوي هاهي ذكراك الثانية عشرة تباغتنا و تباغت كل رفاقك الصادقين و نحن كأنا لا نزال نعيش لحظة الفقد و في حلوقنا لم تزل مرارة اليتم و غصة الفاجعة ليس كلاما مرسلا و لا كلمات ترص كيفما اتفق لكني أكتب بحبر قلب شفه الوجد و أضنته مسافات البعاد ! في ذكراك الراهنة ماذا عساني أقول؟! فمنذ رحلت صحبتك مواطن الجمال و معاني السعادة آااااه أبي وحده طيفك المصاحب لحيوات كل منا نحن ابنائك ما يجعلنا نبتسم و نتفاءل و نواصل مشاويرنا في هذه الحياة التي تزاداد قساوة فمنذ رحلت دخلت البلاد في نفق الممحاكات و اوغلت في سد منافذ الامل أمام الشعب لتنزلق البلاد في أتون حرب مجنونة / ملعونة قتلت و عوقت اكثر من 200000الف يمني مابين مسنين و نساء و اطفال لا نزال نعيش فصولها منذ ست عجاف !! أبي آخر مرة كتبت لك فيها اخبرتك أننا في تعز نعيش حصار قاتل و اليوم لسنا وحدنا من يعيش الحصار العالم بقاراته الست يعيش حصار أشد شراسة من قبل فيروس شرس _ كوفيد19_ لن اخبرك عن ضحاياه مصابين و موتى ! اتدري لماذا ؟! لان العدد يزداد كل يوم لا بل كل ساعة و دقيقة ._ نعم واقع كارثي ما تواجهة البشرية اليوم بعضهم وصفه بنهاية العالم. ,لكن وياللمفارقة الوجه الطيب لهذا الفيروس هو إستثناؤه لليمن لقد شرق وغرب و صعد وهبط و لكنه لم يدخل الى اليمن و لندعو معا أن لا يدخل مطلقا و ذلك لكنه يعلم أن اليمنيين لم يستطيعوا مجابهة الملاريا و التيفوئيد و حمى الضنك فما عسانا بمواجهته !!!. كل عام في ذكرى رحيلك الحزين اكتب لك ما يشبه تقرير سنوي أقدمه بين يدي الغياب، لعلي استمد منه قوة وانا المح إجاباتك بين السطور و الفقرات.. اكتب اليك عن أحوال البلاد لأنها الفاتنة التي تغنيت بها ولاجلها ولمستقبلها طوال حياتك، حتى وأنت تتوجع كنت تحتال على الوجع لتمنح هموم الوطن جزء من تفكيرك وانشغالك حتى نسيت بأنك بحاجة للراحة.. ارفع جبهتي الى السماء و اكتب لك لأنك بالنسبة لنا فكرة لا تموت وعاطفة لا تنضب، ولأنك كنت وستبقى معلمنا ومثلنا الأعلى أيها الرجل الطيب طيبك لا يزال على العهد و بذرك لا يزال يواصل مسيرة الخير التي علمته أن يسلكها أبناؤك وبناتك أحفادك و حفيداتك وقبلنا جميعاً كنزك الذي تركته معنا " حبيبة " أطال الله عمرها و أنعم عليها برداء الصحة و رزقنا صحبتها لازالت حبيبة هي بوصلتنا التي ترشدنا الصواب و مغناطيسنا الذي يجمعنا على قلب واحد يلهج بالدعاء لك بالرحمة و المغفرة و سكنى فسيحات الجنان . نم قرير العين فدعائنا و دعاء احبائك و رفاقك و كل الطيبين لم ولن ينقطع .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان