نصار القادم من اليمن
الساعة 12:59 مساءً

عن مسلسل الخوالي وعن الشامي البطل ، وعن نصار اليمني الذي ننتظره في كل بلدة

منذ أيام أشاهد مسلسل " الخوالي "

أذكر أنني شاهدته عندما كنت طفلا ولكن لم أتذكره جيداً فقررت اعادته؛ لأقيس مدى إنبهارنا أنذاك ، هل هو حقيقي أم الطفولة من تدعنا نرى الأشياء عظيمة وفعلا شاهدته

كان مسلسل نصار بن عريبي صرخة درامية شامخة ، يا له من مسلسل ، يا للسوري الشامخ،والكبير ، الثائر النبيل

قصة نصار حقيقية ، حدثت في مستهل القرن المنصرم ، بدمشق الشام ، وبكيت وأنا أعيش الظلم الذي عاشه ، أمه أمي ، نسوة الحارة هن نساء بلدتي ، ورفاقه رفاق صباي ، والرجال المدججون بالأنفة أهلي وعزوتي ، نعم

هكذا شاهدته ، وكنت وأنا أشاهده أفكر بنا نحن الذين بلا بطولات ، في زمن الحوثي ، وبلا رجال يحارب كل أحد بمعركته

يستطيع كل يمني أن يكون نصار بن عريبي

نصار الذي بدأ لوحده يواجه الظلم العصملي في حارته ، كان واحداً وأصبح عشرة، أصبح ألف ، أصبح الشام كلها ، وواجه تركيا الكبيرة والتي لا حدود لقوتها ولا شبيه للحوثي في جبروتها ، صحيح ظلم الحوثي أشد ولكن قوة الحوثي أضعف بكثير لكن ظهر نصار بدمشق ولم يظهر نصار هنا ، نحتاج في كل حارة من حوارينا نصار ، في كل مدينة ، في كل حي ومديرية ، وفي كل عزلة ، وفي كل ريف

ثار نصار لوحده دون سلاح ، تعرض ليوم واحد فقط للظلم ، في كاراكون، أي قسم شرطة وخرج ضاربا بحياته في البراري، ينام في المقبرة ، ومع الوحوش في الجبال ، يأخذ سلاحه من الجند العثماني ، وتسامعت به كل الشام ، لحقه الأول ، والثاني ، والثالث ، الى مغارته في الجبل وأصبح الرمز الأول لهم

كان السكين سلاحهم فقط ، كان حيازة الأسلحة البسيطة أنذاك جريمة يعاقب عليها المحتل ، أشد العقوبة ، ولكن بالجد والجهد حازوا السلاح ، توفرت القضية فتوفر لهم الشيوخ ، شيوخ كل بلدة، بالمال والسلاح

الكل ، قلت الكل ، شاهد مسلسل نصار

عليكم مشاهدته مرة أخرى ، تتوافر الظروف ليكن كل واحد منكم نصار ، السلاح كثير ،في كل قرية وبيت ، ويمكنكم أن تكونوا أبطالا يؤلف عنكم الجيل القادم الكتب ، سيناريست يكتب قصص بطولاتكم ، نصار العنسي ، أو نصار البعداني ، نصار الشرعبي ، نصار العتمي،نصار الحاشدي، نصار البكيلي ، نصار المرادي ، نصار في كل بلدة، بالعمق الحوثي

النصر من الداخل ، في الداخل ، الجيوش محكومة بالجبهات ، بالاتفاقيات، بالتناقضات

كونوا عونا للجيوش ، هيئوا الظروف لكي تتحرك الألوية الجمهورية ، أنتم مكلفون أيضا بالحرب هذه ، كل قادر على حمل السلاح هو مكلف باداء دوره ، فقط لا تحبوا الحياة

التضحيات ، خوف التضحية لن يستعيد الجمهورية ، لو خاف نصار من الموت لما عاش وتزوج حبيبته لطفية وأنجب أربعة أولاد وبنتين ، قبل ذلك كان على حبل المشنقة،بل ركل الجندي العثماني كرسي الاعدام التي تحته لولا الشام ، الشام التي أنقذته بلحظته الأخيرة للحياة ، وحجزت بينه وبين الموت وقتلت الشام وهي تنقذه الحكمدار ، قتلت اليوزباشي ، بعدها عاشوا كلهم بسعادة

منتهى الكلام ، أصبح نصار بن عريبي بطلاً بسبب دفاعه عن طفل ضد الدرك العثماني،كان طفلاً يتيماً ، وفيما يتفرج الجميع وهم بحارته يضربونه ، ركلاً ورفساً ، دافع عنه نصار،ضرب الدرك ، ثم تكالبوا عليه ، وفي السجن تعرض نصار للتعذيب ، كان اليوز باشي يضع حذاؤه بوجه نصار ، غادر نصار السجن ، كيف لنصار السكوت وهو يتذكر الحذاء بوجهه ، يا له الرجل الشامي من حر ، وأصبح نصار الملهم للثورات من الصفر ، وصيته بالعالم كله

كونوا نصار من أجل نساؤكم المعتقلات،من اجل رواتبكم ولقمة عيشكم ، من أجل الأحذية التي توضع على شواربكم في زنازين الحوثي ومن أجل رفاقكم القتلى، من أجل حياة كريمة

من أجل كل شيء ، كونوا نصار، وألف نصار .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان