العمالقة أبناء لحج.. وأبناء لحج العمالقة!.
الساعة 08:22 صباحاً

وبعد أن انقطعت عن التواصل والكتابة بسبب استشهاد اخي رحمة الله عليه في محافظة شبوة مطلع الأيام الأولى لوصول العمالقة مديرية عسيلان وانشغالي بمراسيم العزاء، ها أنا أعود مجددًا.

فلكون قضية العمالقة مثار جدل على الدوام لم تحسم أمرها.. ولكن وبالنظر إلى تشكيلة قوامها من مقاتلين وقادة ميدانين فجلّهم يعود إلى جغرافية محافظة لحج بما فيها الضالع قبل سلخها بقرار التقسيم الإداري الصادر عن نظام صنعاء عام 97م بهذا يكاد الأمر يكون منتهيًا.

وقد لا يفوت على بال متبصّرٍ لما يتمتع به أبناء هذه المحافطة من جينات المقاومة والتمرّد على المألوف بما جعل منهم حطب للصراعات على مختلف مراحلها، فمن بعد طرد المحتل البريطاني من أرض الجنوب، وما استكانت لحج ولا هدئت، وكأنّها جُبلت على تنفس المآسي، فما أن تخرج من مُصيبة إلا وتباشرها عقباء لها حتى يكاد كل بيت اليوم فيها لا يخلو من شهيد وما فوق.

وهي الآن تدفع الضريبة الأكبر في هذه الحرب مقابل الحوثين، وللمتابع له أن يرى عدّاد الشهداء والجرحى من ابنائها كيف تتضاعف متواليته الحسابية وبالذات من الوية ما سُميّ بالعمالقة ناهيك عن البقية.. ولا يُعرف لماذا بُنيت الجيوش على حسب انتساباتها المناطقية وجعل جزء يُستنّزف بشكل مستمر وتجنيب أخرى من الخسائر.؟!

وهذا كما يسوقها لنا ناطق التحالف تركي المالكي في صياغ رده على سؤال احد الصحفين التابع لقناة أر. تي على ما أظن" ويوردهُ في عذرٍ أقبح من الذنب: بأن الرابض منها في سيئون من اختصاص الشرعية... وبالمعنى الذي يُفهمنا بإن الأمر يسري على الوية غيرها..والحليم تكفيه الإشارة.

وللملاحظ عن تلك الهالة الإعلامية التي تختطّها قنوات عربية تابعة للتحالف وأخرى محلية مسانده لها دفعًا بالعمالقة لبذل سعة جهد إضافية نحو التضحية والفداء دفاعًا عن نفس الشرعية المحنّطة والمحتفظة بجيوشها إن كانت اصلًا تمتلك جيوش وقادرة على التصرّف فيها، ولا من مجال سوى السير بالعمالقة في نزق المجهول، ولم يعرف سيماها إلى هذه اللحظة أهي تبحث في خارطة الاشتباك والصراع عن وطنها الجنوب والمغيّب من هامش مفاتيح الحل او نصرة ليمن الحضيض وتخليّصه من براثن الحوثين؟.

ومن هنا قد تبدو المسألة واضحة كل الوضوح، وقد أرتأوا في أبناء لحج ما لا يمكن قضمه وهضمه، وذلك لما يتمتعوا به من سلوك إندفاعي يمكن أن يشذّ بهم في اي ظرف مفاجئ خارج الإطار العام لتحالف دعم الشرعية وليس من بدّ إلا استغلال هذه الميزة لديهم ولاستنفارهم والزّج بهم في حروب تكتيكية بين شملة ويمنة تقضى على أكبر نسبة من الطلائع المقاتلة منهم، ليتم إضعافهم استعدادًا لأي توليفة يمانية قادمة.

وعليه فالدماء التي تراق بشكل مُلفت للنظر من أبناء هذه المحافظة وإن كان يتحمّلها طرف التحالف او الشرعية على حدٍ سوى، لكن ليس بالقدرِ الذي يتحمّلهُ الانتقالي من يدّعي بأن العمالقة قوة ضاربة تحرّك بيده، وما نراها من سنين الاغتراب والتي قضتها على ربوع سهول الحديدة مدن وأرياف، وفقدت من قوامها لألاف الشهداء والجرحى، وهي الآن تستعد من بعد تحرير شبوة وعلى حسب زئير ناطق التحالف نفسه من عرينه في مطار عتق ذهابًا بها نحو تحرير مأرب والبيضاء وقد تبلغ بعده صنعاء هذا إذا حالفها حظها على البقاء إلى ذلك الزمن وأكيد ستعود مجرّد هيكلاً بلا روح.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان