سيمضي حُزننا على الصحفية رشا كسابقيها..!
الساعة 07:11 صباحاً

سيمضي الحزن على الصحفية رشا كما مضى على من سبقوها من الأبرياء الذين أنفطرت قلوبنا حزناً وكمداً وحسرة عليهم،وذرفنا الدموع أنهاراً..

سيمضي الوجع بمجرد أن تمر الأيام والشهور ونعيش حياتنا بكل تفاصيلها وتقلباتها وأوجاعها فقد بتنا نخاف إن مرّ يوماً أو أسبوعاً أو شهراً دون أن نحزن أو نتوجع..

بتنا نخاف من أن تمضي ايامنا دون أن نفارق عزيز أو غالي أو نُفجع بمصيبة تقصم ظهورنا وفاجعة تمزق دواخلنا وقهراً يناثر أفراحنا المصطنعة..

ستتلاشى مع الأيام صورة الطفل بين ركام السيارة وأشلاء والدته وألسنة اللهب وكأن شيء لم يكن ونعود لحياتنا وروتينها التافه جداً والمؤلم جداً كتفاهة هؤلاء الأوغاد الذين يتلذذون بقتل الأبرياء بدم بارد وأعصاب كالثلج..


سميضي الحزن،ويمضي الوجع،ونعتاد الموت كإعتيادنا العيش في واقع أشبه بالجحيم والغابة التي يأكل فيها (القوي) الضعيف،حتى نصل لذررة (اللأمبالاة) بأي شيء يحدث مهما كان حجم الألم وقسوته،لان الواقع قتل بداخلنا كل شيء جميل..


مضى حزننا على السابقين من الأبرياء والأفذاذ الذين طالتهم أيادي الغدر والخيانة (وهوشيلة) من يتحكمون في مصير البسطاء لترضى أسيادها وتنفذ ما تمليه عليها تلك العقول الخاوية والأجساد (المترهلة) من الشبع المفرط..


فكيف لن يمضي حُزننا على الصحيفة رشا وجنينها وطفلها الذين تفحّمت أجسادهم بين النيران دون أدني سبب يُذكر،ولكنهم سيقتصون ممن تسبب في مقتلهم يوم (القصاص) وأمام العدل الحق الذي لايظلم الناس مثقال ذرة...

سنعتاد كل شيء حتى أننا لن نجد كلمات تُسعفنا لنكتب عن وجعنا وحزننا وواقعنا ومعاناتنا وواقعنا السيء جداً،وربما نُصاب بالبلادة وقسوة القلب وتعطّل المشاعر..

أخيراً وليس آخراً لانملك إلا أن نفوض أمرنا لله ونحتسب في كل من ظلمنا ودمرنا..
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان