لملس ...الإنسان أولاً
الساعة 10:34 مساءً

 الخطوط العريضة على جدران المدن بلاغة البسطاء ، كما أن فرحة عدن تكمن في استعادة أمجادها لا في خسارتها ، محافظ عدن أحمد حامد لملس انموذجا ، بعد أشهر قليلة من توليه مقاليد المحافظة ظهرت ملامح الحياة البشوشة في الشارع العدني بشكل عام ، لوهلة قد يظن البعض أن امكانيات النجاح وسط هذا الظرف العسر القائم من كل الجهات محال وخاصة أنه ظرف متصل بيوميات العيش الضرورية إلا أن الشبواني الصلب القادم من مدينة الرمل والنفط لا يتفق مع الظن وتأويلاته البتة ، مضى وحيدا يفتش عن نقاط الضعف التي ترهق التمدن كالعشوائيات الناتجة عن فوضى ومصالح في آن ، وفي المضي كان يفكر بطرق الخلاص الحميدة ، القانونية، الأكثر حداثة فكان الفعل وكان الحضور والنجاح معا ، إن الرجل الذي يقف مع الصف الشعبي بأيمان مدني وفكر منفتح قادر على التأثير الجاد أكثر من غيره ، والبرهان ملموس وحاضر وذلك في هشتاغات أطلقها ناشطوا تعز مطلبها شبواني لا يؤمن بالبيانات والشجب ودعابة المقرات . هذه عدن من أي الجهات ذهبت تأسرك أحاديث سائقي المركبات و عامل محطة البنزين ومدرس الجغرافية وزميلك في الدراسة والباعة مرورا بالصحف ومنصات الرأي والقصة ، وصولا إلى الصورة والرسومات عن فاعلية الرجل المخلص ، ففي طريق العودة من الجامعة حدثني رجل خمسيني عن آماله بعودة حميدة للحياة يتزعمها الموعود المحافظ ، يقول بأن المشاكل امتحان للضعفاء وللأقوياء في آن ، وأن الإنسان المدرك ، المبصر هو من يخلق الحلول ، من يفهم الأزمة ويدرسها ، من يخسر كثيرا كي يجد نافذة للخلاص لا الهزيمة ، المشكلة قد يدركها الكثير ولكن هذا ليس مهم بالطبع ، المهم وضع البدائل ، الفرضيات ، الحلول العادلة، فمثلا اقتراض مبلغ 17 مليار ريال وصرفها مرتبات للمتقاعدين شخصيا من قبل المحافظ لملس ، أمر يستحق الكثير من الحب والتعجب ، وخاصة في ظل العجز الذي تعيشه البلاد ، هكذا تحل المشاكل وإن كانت الكلفة شخصية يابني، فهي مجد لا هزيمة ، ما أسوأ أن تتجاهل أصوات البسطاء كمسؤول أو كأنسان ، أن تتجاهل حقهم في الحياة ، أن تعجز عن وضع الخيارات ، وبعد ، إن الطمأنينة التي يتمتع بها رجل في العقد الخامس يمكن للرأي العام إدراجها ضمن مسارات العودة المحمودة و المضمونة بالطول والعرض . قبل أيام شاع خبر مأساوي مفاده أن جرحى في طريقهم للعلاج بمصر عالقين بنقطة ما ، ولأن الريشة تسبق البيانات وأصحابها دوما ، كعادته رشاد السامعي الكاريكاتير ، الإنساني ، المنصف ، تصور مشقة أولئك وعاش في بياضه الفسيح معاناتهم ، عاش منقذ ومنقذ عاش الأول رشاد والأخر لملس والإثنان قصة واحدة عنوانها الأنسنة الصراط إلى النور ، إن الرسمة والكلمة مصدر إلهام في حياة العقلاء ، لذا يقال بأن فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً . إن الحسنة الوحيدة التي سيكتبها الجنوب في صفحات الخمس سنوات السياسية والايدلوجية هي قرار تعيين المحافظ لملس . وأخيرا شكر مسؤول ما على نجاحه في عمل ما بمجتمع ما ليس كافياً شكره يكمن في مساعدته بنجاحات أخرى لا بالتصفيق وإن كان حار .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان