


تشهد محافظة تعز، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني، تزايدًا مقلقًا في ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، حيث يتم العثور على العديد من الرضع في الشوارع والأزقة، خاصةً قرب المساجد أو مكبات النفايات، وتقوم بعض الأسر المقتدرة باحتضان هؤلاء الأطفال، إلا أن الظروف القاسية تودي بحياة بعضهم قبل أن يتم إنقاذهم.
في آخر الحالات المأساوية، تم العثور صباح اليوم الأربعاء الموافق 9 يناير 2025 على طفل حديث الولادة داخل كرتون في سائلة الهندي بمديرية القاهرة.
ومع انخفاض درجات الحرارة والبرد القارص، كان القدر أسرع من أي محاولة لإنقاذه، حيث عُثر عليه متوفياً.
وتكشف هذه الحوادث عن أزمة اجتماعية عميقة في المدينة، حيث يرى العديد من المحللين أن الظروف الاقتصادية الصعبة والحرب المستمرة في اليمن تلعبان دورًا رئيسيًا في تفاقم هذه الظاهرة. بالإضافة إلى ذلك، يشير البعض إلى انتشار العلاقات غير الشرعية وغياب الرادع الاجتماعي كأسباب أخرى تدفع بالأمهات إلى التخلي عن أطفالهن.
وفي حديث لصحفي محلي، نقل عن أحد المحتضنين لطفل حديث الولادة قوله: "زوجتي شاركتني في اتخاذ قرار تبنيه فورًا، فكفالة الطفل أجر عظيم. هي والدته اليوم بالرضاعة، ولا تستطيع مفارقته مع طفلتنا التي تكبره بخمسة أيام. كلما أتى ذكره بأي كلمة عن أهله تتغير خوفًا من فراقه. وقد أسميته عمر، ودعوت الله أن يكون رجلًا صاحب شأن".
وأضاف الرجل: "سأبذل ما استطعت لتربيته، فالموضوع بالنسبة لنا أكبر مما تتصوره عقول. هو إحساس ومشاعر لا يمكن وصفها بكلام. ومنذ دخوله منزلنا لم تفارقنا الابتسامة".
وتابع متحدثًا عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة: "حاولت التفكير جاهدًا لمعرفة السبب وراء رمي طفل. يبدو أنه أمر يطول شرحه في مدينتنا تعز. باختصار، الأسباب تتعلق في معظمها بظروف الحرب، إلى جانب اتساع نسبة الفقر المدقع وانتشار العلاقات غير الشرعية، سواء بسبب الحاجة أو غياب الرادع. تضطر الأم للتخلي عن الطفل ورميه".
ويشير المراقبون إلى أن تكرار هذه الحوادث في ظل استمرار الظروف التي أنتجتها، وغياب الإحصاءات الرسمية حول الأطفال المشابهين، يدفع إلى الاعتقاد بأن هذه الظاهرة قد تتحول إلى أزمة اجتماعية كبرى في المستقبل القريب.
وفي ختام حديثه، قال المحتضن: "والله غالب على أمره"، مبديًا تفاؤله بقدرته على تربية الطفل وإعطائه حياة كريمة رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع في تعز.
نافذة اليمن
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
بن زايد: الحلم الضائع.. كيف كاد علي عبدالله صالح أن يغير مصير اليمن بضمها للخليج.. حقائق واسرار مخفيه
-
من مفاعل نووي إلى حديقة بحرية؟مذيع إماراتي يعرف عن محطة كهرباء عدن!
-
اول تعليق لشاب تبرأت منه قبيلته بسبب زواجه من ابنة مزينا..شاهد ماقال
-
اليمن يبحر نحو المستقبل.. أول سفينة محلية الصنع تُبهر الجميع في المخا!
-
«الله الله أولادي في ذمتك».. شاهد.. يمني يسجل وصيته لشقيقه بعدما تاه في صحراء يمنية أثناء عودته من السعودية
-
بن بريك يكسر الصمت.. أول تعليق لرئيس الوزراء الجديد على احتجاجات عدن النسوية!
-
عاصفة الغضب الإلكتروني: حملة واسعة لمقاطعة فهد بن جعموم وصالح العبيدي بعد تصريحات مهينة للمرأة العدنية