الزملاء الأطباء في الداخل والشتات
الساعة 05:47 مساءً

الزملاء الأطباء في الداخل والشتات

: ما الذي يمكن أن نفعله لمدينة عدن؟  

كل المدن في طريق عدن، وهذا ليس لغزا ولا تنجيما 

 الأخ البغل رئيس الجمهورية: 

العاصمة تغرق في كارثة، ولا تزال في أول الغرق .. ما العمل. عند حضرتك أفكار، سيدي البغل؟

 الأخ الرخيص وزير الصحة:

 نتوقع منك كل يوم خطابا، يحدد: لدينا كذا مستشفى وكذا عناية وكذا دكتور، وكذا أسرة، حجم العجز كذا، احتياجنا الحالي كذا، عملنا كذا، وسيصل المطلوب كذا إلى الميناء خلال كذا، وعدنا بكذا، أجرينا كذا فحص، حددنا كذا مراكز عزل، استدعينا كذا طبيب من خارج العاصمة عدن، اتخذنا الإجراء الفلاني، خطتنا تقوم على الوصول إلى كذا خلال كذا ... نتوقع كذا وكذا خلال كذا أسبوع، استراتيجيتنا الدوائية ستقوم على كذا.

 الأخ الدندول رئيس الوزراء: 

ما هو حجم المشكلة، وماذا لديك؟

 

 الأخ الشبح محافظ عدن: 

غدا، عليك أن تعرف، ستلتقط الكاميرات صورا لجثث في الشوارع. شوهد هذا المنظر في أماكن أخرى من العالم. وفي بلدان متقدمة نقلت شاحنات الجيش جثث المتوفين إلى المحرقة. هل لديك أدنى فكرة عن طبيعة المشكلة؟ هربت والا عادك؟ الأخ زعيم العصابة: عرباتك العسكرية ومسلحوك المنتشرون في العاصمة، وأنت، تساهمون في استفحال الكارثة. فأنتم تملكون سلطة وسيادة بلا: برنامج، ولا مشروعية. لماذا وصلت المدرعات الإماراتية في لمح البصر، ولم يصل جهاز تنفس اصطناعي واحد؟ ولماذا قال نائبك إنه سيمنح السعودية أكبر قاعدة عسكرية في العالم ولم يقل لها نريد عناية مركزة؟ لماذا لا تجرؤون على الكلمات الصحيحة، وتخشعون أمام عرب الجزيرة كالإماء؟ أخبروهم عن الكارثة واطلبوا النجدة، ومن المحتمل أن لا يجلدوا ظهوركم لأنكم قلتم ذلك. أهل عدن: لن يبادر أحد إلى إنقاذكم. كل الناس يريدون عدن ليس لأنكم سكانها بل لأنها تطل على البحر. بالنسبة لهم جميعا أنتم أرخص ما في عدن. كل أسرة عدنية هي أرخص من متر مربع على البحر. أنتم سكان غير مرئيين. موتاكم لا حضور لهم في صحف حلفائكم. في الحقيقة أنتم بلا حلفاء، من يأبه لكم؟ المكان الذي تجلسون عليه هو الثمين، أما أنتم فبلا ثمن. هذه هي حقيقة اللحظة، إياكم أن تنسوها. ثم: اجلسوا في بيوتكم، اعزلوا كبار السن، خيطوا كمامات سميكة من قمصانكم، اغتسلوا واغسلوا أيديكم (توضؤوا باستمرار)، جمدوا حياتكم الجماعية. مناظر الإفطار الجماعي في عدن تقول إن المدينة تحكمها روح انتحارية. باقي المدن، وفي المقدمة أبين ولحج: الوباء هناك، لديكم، الوفيات هي آخر حقيقة تظهر وآخر حقيقة تنتهي. هذه هي طبيعة الأوبئة. عندما يموت لكم أول مصاب فذلك يعني أن الآلاف قد أصيبوا وهم الآن يجوسون خلال الديار ينقلون الفيروس. هل عليكم أن تخافوا؟ نعم. ماذا عن مناعة القطيع؟ مفيش حاجة اسمها مناعة القطيع. الفيروس الذي سحق شمال إيطاليا كان أقل ضراوة منه في ألمانيا؟ لماذا؟ هذا سؤال أكاديمي مش لازم تعرفوا إجابته. الإجابة البديلة هي: إذا بدأ ضاريا فسيستمر في الضراوة. سلامات على عدن. د. م. غ.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان