المجالس العالمية ودورها في إختراق المجتمعات
الساعة 03:09 صباحاً


* عندما أراد صهاينة العالم أن يشكلوا مجلسا لصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كان لابد من أن يشكلوه من مختلف الثقافات والأمم ليظهر بصبغة عالمية رغم ارتكازه على المفاهيم الثقافية الغربية وتحديدًا على إعلان حقوق الإنسان المواطن الذي ظهر نتيجة للثورة الفرنسية (١٧٨٩)، ووثيقة العهد الأعظم الذي صاغها نبلاء بريطانيا (١٢١٥م)، وكان لابد من مشاركة ممثل عن الأمة العربية، الأمة التي نبع من قلبها الإسلام وصار لا يذكر العرب إلا بالإسلام ولا يذكر الإسلام إلا بالعرب، لكن وقع الاختيار على شارل مالك النصراني الأرثوذكسي ، ليمثل العرب ، لم يكن اختيارهم عبثا ولكنه كان اختيارًا مدروسًا. كان السبب الرئيس لاختياره، أنه، الى جانب كونه نصراني، يحمل فكر يتماهى مع البرنامج الذي يريدونه للعالم، ولم يقصر مع أسياده، فالمصادر تذكر أنه كان يصر على المواد 18 التي تنص على حرية التفكير والضمير والدين، والمادة 20 التي تنص على حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وعدم إكراه أي إنسان في الإنضمام إلى جمعية ما. بطبيعة الحال كان لهذه المواد، ولعوامل أخرى في ذات السياق، أثرها الفعال في اختراق المجتمعات العربية المسلمة، فانتعشت الأقليات الدينية وانتشرت الجمعيات الماسونية، بمسميات حقوقية، براقة وجاذبة، لتدمر المجتمعات المسلمة من الداخل وتفت في عضدها، فلقد كانت وسائل خطيرة لإخضاع العالم العربي للاستعمار الثقافي الذي تظهر آثاره اليوم جلية في العالم العربي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فالعرب يشكلون ٥٪؜ فقط من العالم لكنهم يحتلون المرتبة الأولى في نسبة اللاجئين في العالم اذ يشكلون ٦٠٪؜ من اللجئين في العالم ، كما انهم يشترون ٥٠٪؜ من أسلحة العالم ليقتل بعضهم بعضًا، فيعيشون في فقر وبؤس، في مقابل ازدهار الصناعات العسكرية الغربية، فانظروا حولكم وأفيقوا يرحمكم الله، إنها المجالس العالمية يا سادة . *

أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان