الطفلة الطبيبة.. حلمٌ مبتور
الساعة 02:00 صباحاً

لا تفرق الحروب بين أحداً ,الأطفال هنا يصابون بجروح ويشوهون ويقتلون ، وعلاوة على ذلك, الحرب دمرت المرافق الخدمية والصحية و الاجتماعية ، في مدينة تعز اصبح الحصول على الخدمات الصحية والأدوية محدوداً .

الطفلة شيماء علي أحمد قائد ذات الستة أعوام والتي فقدت قدمها اليمنى نتيجة سقوط قذيفة هاون جوار منزلها عند الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة الموافق 2017/5/29 في حي المدينة السكنية شمال مدينة تعز. 
 
 أُسعفت شيماء إلى الصفوه احد مشافي المدينة ولم يتمكنوا من فعل شئ ، فتم نقلها بعد ذلك الى مستشفى الروضة وأخبروهم بعدم توفر الإمكانيات لإنقاذها وتم تحويلها إلى مستشفى الثورة وهناك تمت عملية بتر قدمها وسأت حالتها النفسية وأصيبت بالاحباط جراء ذلك

حاول والديها التماسك امامها وفي قلوبهم براكين من الوجع على ابنتهم شيماء التي كان حلمها وحلمهم ايضاً ان تصبح طبيبة واصبح اكبر حلم لديهم بعد فقدان شيماء قدمها هو توفير طرف صناعي لكي تسطيع اكمال حياتها

بعد ان تحسنت حالة شيماء ذهبت مع الدها الذي يعاني هو الاخر من انزلاق في العمود الفقري اجبرة على التقاعد من عملة واصبح دخلة شهرياً 18 الف ريال لا اكثر

ذهبوا الى مركز الاطراف الصناعية في مستشفى الثورة لتركيب طرف صناعي تستطيع به اكمال طفولتها ولكن المركز أعتذر على صناعة طرف لها بسبب عدم توفر الامكانيات الكاملة لدية. 

بحسب ما تحدث به الدكتور منصور الوازعي مدير مركز الاطراف الصناعية أن شيماء تحتاج مفصل هيدروليك وقدم بروفليكس Xc  وهذه النوعيه غير متوفره في اليمن وتحتاج السفر الى دول الخارج ، 

 قزمت الحرب أحلام الكثير من الاطفال مثل شيماء فحسب تقرير مركز الاطراف الصناعية ان عدد الحالات المبتورة أطرافهم التي أستقبلها المركز منذ تشغيلة 61 طفل وطفلة معظمهم مبتوري ألاقدام .
وبحسب أحصائيات مكتب الصحه والسكان في محافظة تعز بلغ عدد ضحايا الاطفال الذين قتلوا في الحرب خلال عام 2018 ستة وأربعون طفل مدني وبلغ عدد الجرحى الاطفال مائة وواحد وثمانين طفل. 

 يستطيع مركز الاطراف صناعة أطراف للمبتورين من أعلى الركبة مثل شيماء لكن المفاصل المتوفرة في المركز لسيت متطورة. 
المفاصل المتطورة تأتي من الخارج ويمكن تريبكها في المركز كقطعه واحده مع بقية أجزاء الطرف لكن هناك مفاصل متطورة وأسعارها مرتفعة وغير متوفره هنا 

 بعد أشهر من معاناة شيماء وأسرتها وتعب والدها الذي يعمل دائماً على مسانتدها ودعمها نفسياً ومعنوياً ومادياً، تم تركيب طرف صناعي غير متطور لها في مدينة عدن ، 

يواصل منصور مساعدة ضحايا الحرب ويشكل ضحايا القذائف والألغام ومن بينهم العديد من الأطفال، فهو مقتنع أن الأطراف الاصطناعية ستتيح لشيماء إمكانية عيش حياة طبيعية اذا توفرت جميع الامكانيات للمركز وستعود لحياتها كما كانت. 

تشير التقديرات إلى أن حوالي الثلث من جميع ضحايا الحرب المدنيين في مدينة تعز هم من الأطفال, ولكنهم يمثلون حوالي الثلثين من الضحايا في المحافظات التي يتواجد بها صراعات مسلحة على مستوى الجمهورية اليمنية , تقل نسبة الأطفال عن النصف بقليل من الضحايا المدنيين.

 تحسنت حالة شيماء قليلاً وعاودت الذهاب إلى المدرسة بعد أن تفكل أحد فاعلي الخير بتسجيلها في أحدى المدارس الخاصة، لكن معاناتها مستمرة ولم تنتهي ولازالت بحاجة الى رعاية وإعادة تأهيل نفسي فالطرف الذي تم تركيبه لها عادياً ووالدها لا يستطيع توفير طرف متطور لها أو السفر بها الى الخارج وبسبب النمو تحتاج شيماء الى طرف كل ستة أشهر !

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان