أين كنا وأين أصبحنا الآن ؟
الساعة 11:34 مساءً


عاما من العمل والإنتقال إلى مشروع الدولة . 
 بعد عام لتسلم الدكتور أمين أحمد محمود قيادة المحافظة , علينا فقط أن نعيد قراءة التجربة ونتذكر كيف كانت تعيش مدينة تعز وكيف أصبحت ؟ أين كنا وأين أصبحنا الآن ؟ 
الواقع كان جداً مأساوياً والصورة في محافظة تعز كالتالي : 
_ مدينة محاصرة وترزح تحت وطأة الحرب التي تشنها المليشيات الإنقلابية منذ أربع سنوات ومقسمة إلى مربعات تسيطر عليها فصائل وجماعات مسلحة ووحدات عسكرية .
_ شوارع مغلقة وأحياء تسيطرعليها مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة . 
_ أجهزة أمنية تفتقر لأبسط الإمكانيات , إدارة الأمن كانت تمتلك طقمين عسكريين فقط . 
_ مقرات حكومية مدمرة وتم نهب ما تبقى منها وإحراق معظمها .
_ مؤسسات دولة معطلة .
_ موظفي الدولة بدون رواتب والوضع المعيشي كارثي . 
_ تداخل في صلاحيات قيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية .
_ إيرادات الدولة تورد إلى حسابات أهلية خارج وعاء الدولة .  
كانت الصورة قاتمة جداً , وكان لابد من العمل سريعاً وفقاً لأولويات فرضت نفسها كأمر واقع , وعلى رأسها كان ملف مرتبات موظفي الدولة وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات الدولة , وبعدها الإنتقال لبناء الجهاز الأمني بحيث يكون قادر على حماية الأمن وفرض سلطة الدولة , وحماية المناطق التي سيتم تحريرها حتى لا تتكرر أخطاء المرحلة السابقة عندما كانت تتقدم المقاومة والجيش الوطني وتأتي جماعات خارجة عن القانون لتدمر كل مؤسسات الدولة وتعيث فساداً في المناطق التي يتم تحريرها لتشويه سمعة المقاومة والشرعية . 
وصل الدكتور أمين أحمد محمود الى العاصمة عدن بعد أدائه اليمين الدستورية أمام فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي , وأتذكر يومها كانت أول ثلاث مذكرات قدمها المحافظ لرئيس الجمهورية حملت ثلاثة مطالب الأول توفير دعم إضافي للجيش الوطني لإستكمال عملية التحرير والمطلب الثاني دعم الجهازالأمني بالمعدات والأسلحة والنفقات , والمطلب الثالث توفير الدعم المالي لجرحى الجيش الوطني والمقاومة . 
عملت مع المحافظ منذ أول يوم لتسلمه قيادة السلطة المحلية وها نحن نكمل العام الأول . عرفته رجل دولة حازم وحاد الذكاء ويعمل دون كلل أو ملل , طوال فترة بقائه في مدينته تعز كنا نعمل طوال أيام الإسبوع , لا نعرف لا جمعة ولا عيد , إنضباط يشبه مؤسسة عسكرية , ومواعيد دقيقة ولقاءات منظمة ومنضبطة دون رتوش . 
عام من العمل الجاد والطموح , أستطاع أن ينجز فيه ملفات مهمة , وبدأت تعز تتعافى وتعود الحياة إلى مؤسساتها وأحيائها التي كانت مغلقة , وتنتظم مرتبات موظفيها , وبدأت علاقة جديدة مع التحالف العربي يسودها الإحترام والتقدير وواحدية الهدف والمصير . 
عام من العمل لإعادة تعزإلى وضعها الطبيعي أولاً قبل التحول بها إلى محافظة تقود مشروع النظام الإتحادي الحديث , تحقق فيه الكثير من الأحلام التي حملناها جميعاً في أول يوم للعام 2018م 
_ تم فتح كل المربعات المغلقة في المدينة , وتم إزالة معظم بؤر التوتر والصراع . 
_ أجهزة أمنية أصبحت تمتلك أكثر من 100 طقم ومُعدة عسكرية  . 
_ تم تفعيل كافة مؤسسات الدولة . 
_ انتظمت رواتب موظفي الدولة , ومن بداية العام سيتم صرفها مباشرة عن طريق البنك المركزي في محافظة تعز . 
_ تم الفصل في كل التداخلات وانتظمت العملية الإدارية بنسبة كبيرة . 
_ تم ترميم معظم مؤسسات الدولة وعادت المكاتب الحكومية إلى مقراتها . 
_ تم إغلاق كل الحسابات الأهلية وتوحدت الأوعية الإيرادية عبر الحسابات الحكومية لدى البنك المركزي اليمني . 
أخيراً : لا يحتاج الدكتور أمين أحمد محمود إلى إعلام يدافع عن تجربته في قيادة المحافظة , من أراد أن يعرف مشروع الدكتور أمين أحمد محمود عليه أن يشاهد المربع الشرقي من المدينة كيف كان وكيف أصبح الآن , عليه أن يتابع عمل المكاتب الحكومية كيف كانت وكيف أصبحت الآن . 
هناك مشروع حياة لتعز يمضي خلفه كل محب لهذه المدينة التي حملت كل المشاريع الكبيرة , عليه فقط أن يحكم عقله ويضع مقارنة عقلانية بعيداً عن انتماءاته السياسية . 
لازال الطموح كبيراً , ويحتاج إلى الكبار لتحقيقه , لدينا مشروع تعز الجديدة , تعز الساحل والميناء والمدينة الصناعية والتجارية , علينا أن نمضي جميعاً نحو المستقبل , لأنه سيحتوينا جميعاً , دون إقصاء أو تهميش . 

هشام السامعي 
السكرتير الخاص لمحافظ تعز .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان