كانت صنعاء أيام الدولة، واحة وارفة الظل لجميع أبناء اليمن، ولمن تقطعت بهم السبل؛ من العرب والعجم.
كانت مستقرا لرجالات الدولة، وقلاع أمنة لقادة المعارضة، وخيمة ظليلة للنازح، وخلوة دافئة للاجئ، ومسكنا أمنا للخائف، ومهبط رزق للعامل والموظف والتاجر، ومنارة سامقة؛ تنير سبل الطالب والمثقف والمهندس والطبيب والمبدع والعاشق والشاعر والفنان..
جميعهم كانوا يتلذذون بجمالها وسحرها وعبقها.
كانت بمجالسها وطيرماناتها وقهاويها وأزقتها ومطاعمها، عبارة عن جنان معلقة على جناح ملاك، لا يكره أحد ولا يعادي أحدا ولا ينهب مال أحد.
كانت هادئة، وإن سمع لها صوتا، فكانت أصوات حب وسلام تأتي من مآذنها وشدو طيورها، وحناجر أطفالها وغنائهم في صباحاتها اليومية.
الساحرة صنعاء، كانت لا تسأل الوافد إلى رحابها عن شكله وجنسه وقبيلته وحزبه ونوعه ومذهبه وذهبه، ومكان مقدمه…
لم تكن تلتفت لنوع وقيمة وهيئة ملبس ولباس ضيفها أو ساكنها، فقط كانت نِعم السكن والحبيب والخليل والجليس.
لم يكن هناك في صنعاء من يقول لزائرها: اِعتبر نفسك في بيت وبلادك، ببساطة لأنها كانت بيت الجميع وبلاد الجميع وملك للجميع.
لم تكن تكره حتى من كان يضمر أو يجهر بأذيتها، كانت فقط تحب، وتحب فقط.
كانت صنعاء، ومن مثل صنعاء.
كانت تبتسم دوما لنحن واحنا ونحنا، وهنا وهاناك وهناك، ولمابحد وماهلوش وراح وباك، ول ال وإم.
ماذا عن صنعاء اليوم؟
من يعرف شيء عن حالها وأحوالها، يدون لنا هنا بعضا من عطرها وريحانها.
أشتقت لك يا صنعاء.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
نحو استعادة الشرعية: ميلاد تكتل سياسي جديد يعيد بناء الدولة
-
ناشطة يمنية تثير الجدل بدفاعها عن المثليين: خطوة جريئة نحو أوروبا
-
تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور)
-
حادث لايصدق في صنعاء.. سيارة تعتلي أخرى وكأنها مشهد من فيلم خيالي
-
شاهد.. أب يطلب من أبنائه حضور عزيمة لأجل أحد أصدقائه.. وعندما ذهبوا كانت المفاجأة
-
البيض: صيف سياسي ساخن يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة
-
رحيل ناصر اليماني؟ جدل واسع حول وفاة "المهدي المنتظر" اليمني دون تأكيد رسمي