فخامة الرئيس رشاد العليمي وقرار استعادة الجمهورية.
الساعة 07:00 صباحاً

فخامة الرئيس رشاد العليمي وقرار استعادة الجمهورية.
دفع اليمن ثمنا باهضاً طوال تاريخه القديم والمعاصر، نتيجة تأثير ثقافة الفيد والغنيمة والسلالة والقرابة والعصبية، على صراع السلطة والثروة، فكانت اليمن تخرج من حرب لتدخل أخرى، بين إمام يحكم، وقريب له يخرج عليه لِيتَفَيّد السلطة والثروة ، وأُعلنت الجمهورية، وكانت نهاية الإمامة وحروب الفيد والغنيمة والسلالة والقرابة والعصبية، وبها أصبحت الدولة دولة كل الناس، لا دولة العصبية والعنصرية، وبالنظام الجمهوري توزعت السلطة والثروة بين الناس، غير أن ثقافة الإمامة وعُكْفَتِهَا أعادت ثقافة الفيد والغنيمة والسلالة والقرابة والعصبية، لتصبح جزء من دولة الجمهورية، ثم أصبحت هي الجمهورية، فغابت مفاهيم النظام الجمهوري، بسبب هيمنة هذه الثقافة على الجمهورية المدلول والثقافة والنظام، وانحرف مسار الجمهورية، وتم تكريس ثقافة الفيد والغنيمة والسلالة والقرابة والعصبية، بتلاقي واتفاق ثقافتي الإمامة والعُكْفَة -كونهما ثقافتان حاملتان وحاميتان لبعضهما-على إعادة دور الهيمنة لهذه الثقافة التي قضت عليها الجمهورية،  ومهدت هذه الهيمنة مجدداً لتأسيس ثقافة الفساد، الذي رافق عملية استلاب النظام الجمهوري من جوهره، حتى مهد الطريق لانقلاب الإمامة يوم 21 سبتمبر، يوم تنصيب البدر إماماً، معلنين بذلك نهاية الثورة في شهر الثورة، ونهاية الجمهورية في يوم تنصيب الإمامة.
وهنا يبرز مدلول قرار فخامة الرئيس العليمي، حيث يأتي قرار فخامة رئيس مجلس القيادة، بضرب ثقافة الفيد والغنيمة والسلالة والقرابة والفساد، مستعيداً بهذا القرار الثورة والجمهورية، من هيمنة ثقافة الإمامة والعُكْفَة وانقلابها على الجمهورية، معيداً لثقافة الثورة والجمهورية مكانتها ودورها وريادتها، وواجب الجميع اليوم تأييد ودعم هذا القرار وهذا النهج حتى نستكمل استعادة الجمهورية.
كما علينا أن نعي أن هذا القرار يكشف لنا طابور الهدم، الذي مهمته ودوره الهدم لا البناء، ويكشف لحن القول لطابور الهدم، فهم ينتقدون دون وضع البديل، وعندما يأتي البديل أو التصحيح لا يدعمونه، لأن وظيفتهم الهدم، إما جهلاً، أو هم أدوات لمشاريع هدم اليمن الدولة والجمهورية والاستقرار، فهم لا يعرفون البناء القائم على النقد ودعم البديل والتصحيح.
شكراً فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي على قرار استعادة الجمهورية ومزيداً من هذه القرارات، المفككة لثقافة الإمامة والعُكْفَة، والقاضية على الفساد، فهذا وحده طريق الخلاص لليمن بثورته وجمهوريته وبناء دولته الاتحادية، دولة الوطن الواحد والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان