الانتقالي وحضرموت !
الساعة 07:43 صباحاً

عمر الحار
لحضرموت عديد من الاعتبارات الخاصة التي يصعب تجاهلها دون غيرها من المحافظات الاخرى ، وهي التي اجبرت المجلس الانتقالي على ضرورة اخذها بعين الاعتبار ، واجباره على احترامها ومعرفة الطريق اليها .

وعرف عن حضرموت تعنتها الشديد وغلوها في الحفاظ على شخصيتها الذاتية ، وصيانتها من الاختراق مهما كانت عوامل التكالب عليها ، و بالامكان الرجوع الى تاريخ السلطنة القعيطية التي لم تستطع ذوبان حضرموت فيها بل هي من

ذابت في الكيان الحضرمي ، وظلت حضرموت صامدة بخصوصيتها خلال الفترة المنصرمة من النظام الجمهورية والوحدة ومسيجة بذاتية مفرطة تتجاوز مايمكن ان يعرف في علمي الاجتماع والنفس بالاعتزاز بالانا ، وظلت متمسكة بهويتها الخاصة داخل الوطن وخارجه وغير قابلة للتفريط فيها على رغم المتغيرات الجذرية والكبيرة التي طالتها آبان حكم السلطنة والجمهورية .

ولم يستطع الانتقالي على مايبدو من اسقاط هذه الاعتبارات التاريخية لحضرموت ولم يستجر على كسرها رغم تواجده الشعبي فيها لكنه اضطر لطرق باب الحوار معها ، وعرف كيفية الوصول الى بوابتيها المغلقة ،وعمل على فتح

قنوات التواصل المباشر مع مؤتمرها وحلفها ، واخذ خصوصيتها الذاتية بعين الاعتبار لينال رضاها وقبولها بالحوار في القاهرة زيادة في تكريمها على اخواتها من المحافظات الاخرى التي لم يقم اية اعتبارات لخصوصيتها عقب

سهولة عملية اسقاطها كضحية لصراع هويتها الداخلية والخفية العاجزة عن البوح بها و القابلة لنمو والانشطار في اية لحظة .

ونحن لانقول هذا الكلام غيرة من حضرموت التي هي اصلا من شبوة وشبوة من حضرموت لكنها دعوة لضرورة الحفاظ على استقلالية شخصية الكيانات الاجتماعية والجغرافية في المحافظات او مايعرف في النظم السياسة الحديثة باستقلالية

الوحدات الادارية الوجه الاخر والمشرق لتوجهات الحكم المحلي واسع الصلاحيات .

فلا غرابة ان احاط الانتقالي حواراته مع حضرموت يالسرية التامة وذهب بها بعيدا حتى لا يثير على نفسه موجات من الغضب والسخط الداخلي الغني عنها
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان