مزاج الوحدة والانفصال في اليمن متغير ومتقلب.
وقد استنتجت قاعدة عامة هي أن القوي، أو من يتوهم أنه قوي، يندفع دائما نحو المطالبة بالوحدة، بينما يفضل الضعيف الانفصال.
حتى 1994 كان مزاج الوحدة الفورية جنوبيا.
ومنذ بداية السبعينات والثمانينات كان خطاب الوحدة بالقوة والوحدة بالحرب جنوبيا أيضا.
ولهذا السبب تم زرع الجبهة القومية واندلعت الحرب بين الشطرين تحت شعار "تحقيق الوحدة" وإسقاط النظام "الرجعي" في صنعاء كآخر عائق في سبيل الوحدة اليمنية.
وفي مفاوضات الوحدة اليمنية 1989 كان الشمال متحفظا على الوحدة ويفضل نوعا من الكونفدرالية، بينما كان المزاج الجنوبي مندفعا نحو الوحدة.
في الأخير لم يكن اندفاع الجنوب نحو الوحدة وتحفظ الشمال عليها مرتبطا بقضية "الوحدة" نفسها بقدر ارتباطه بقضية الأطماع السياسية وأوهام القوة.
كان "الجنوب" حتى ما قبل 1994 يرى أنه الأقوى، وبالتالي فإن أي وحدة بين الشمال والجنوب، من وجهة نظره، ستؤدي إلى سيطرة الجنوب على السلطة!
بينما كان "الشمال" يخاف من "الوحدة الفورية" لأنها ستؤثر على توازنات القوى، ويخاف من ضعف البناء التنظيمي للمؤتمر مقابل صلابة البنية الحزبية عند الاشتراكي.
بعد حرب 1994 تغيرت موازين القوى جذريا.
وصار مزاج الوحدة شماليا ومزاج الانفصال جنوبيا.
القوي ينظر لشعار "الوحدة" كإطار لبناء الشرعية والتوازنات وتصفية الخلافات.
لكن هناك عامل آخر هو الهروب من التناقضات الداخلية نحو قضية الوحدة.
فكلما أوشكت التناقضات الداخلية على الانفجار كانت قضية الوحدة تحضر ك"مظلة" لتغطية التناقضات الحقيقية.. وهو ما يحدث اليوم.
هل سيعود اليمن موحدا؟
ربما..
ولكن في شكلٍ مختلف عن الوحدة الاندماجية التي انتهت عمليا.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
ارتفاع جنوني للدولار أمام الريال اليمني يفاجئ الجميع.. السعر الجديد
-
فلكي ينشر جدولا لفرص هطول الأمطار في اليمن
-
الكشف عن مفاجأة الهيكل التنظيمي للمخابرات الحوثية وهذا هو المدير الفعلي
-
مصادر تكشف عن حقيقة وفاة القيادي عبده الجندي في صنعاء
-
امريكا: كلمة سر ايقاف الحرب في اليمن بيد هذه الدول
-
نجل البيض يكشف عن حل للأزمة اليمنية في الشمال والجنوب
-
(البيض) يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة للحل في اليمن