الاستثمار الأمريكي للارهاب الحوثي
الساعة 05:31 مساءً

 بكل برود سياسي تنعدم فيه معاني الاحساس بالمسؤولية القانونية والانسانية،وصف المبعوث الأممي الجريمة النكراء التي تعرض لها أهالي قرية "خبزة"محافظة البيضاء الاربعاء الماضي بأنها مجرد تصعيد عسكري من قبل الحوثيين.
هذا التوصيف الأممي ليس غريبا أن يصدر من ممثل الامم المتحدة، فقد الفنا هذه المواقف واعتدنا عليها منذ بداية الحرب في اليمن.

لكن الجديد في هذا التصريح أنه جاء بعد أربعة أيام فقط من إعلان الخارجية الأمريكية رفضها إعادة تصنيف الميليشيا الحوثية بالإرهاب.

فالتصريح الأممي إياه لم يعبر عن دور الأمم المتحدة ومسؤولياتها القانونية حيال جرائم الحرب، بقدر ما مثل امتدادا للموقف الأمريكي وترجمة له بلسان أممي  .
وبكل تأكيد أن اقدام الميليشيا الحوثية على تدمير قرية اهلة بالمساكن والسكان المدنيين واغلبهم نساء واطفال،هي جريمة حرب في مقاييس القانون الدولي الإنساني ،ومرتكبيها جماعات إرهابية بكل المقاييس.

ومما لاشك فيه أن هذه الجريمة الإرهابية ،تعد أو ثمرة لإعلان الخارجية الأمريكية والقادم أسواء.
 
ولعلكم تتذكرون معي أنه وفي صبيحة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧م، أقدمت طيارة أمريكية بلا طيار  على قصف مباغت لمنزل أسرة يمنية في رداع، وقبلها بثلاثة أيام شنت مليشيا الحوثي الإرهابي قصف مدفعي على بعض الأهداف المدنية في مديرية رداع نفسها،مخلفة جرائم حرب نشرتها ووثقتها مصادر إعلامية وحقوقية في اليمن والخليج العربي، ولم تكن المرة الأولى للتعاون العسكري بين هذا وذاك فالشواهد كثيرة ولسنا بصدد ذكرها .

وعودا إلى موقف الخارجية الأمريكية، نجد أن الإعلان تزامن مع نهاية اعمال مؤتمر جدة للتنمية والأمن والمنعقد على مدى يومي منتصف يوليو الجاري، والذي شارك فيه بالحضور الرئيس الأمريكي جون بايدن.


ووفقا لآراء مراقبين فإن الخارجية الامريكية بذالكم الإعلان تكون قد منحت الميليشيا الحوثية غطاء سياسي على هامش مشاركتها في مؤتمر جدة الاقليمي، ولم يأتي هذا الإجراء لمجرد الضغط على قيادة الرياض كما يطرح البعض.

بلان الإعلان يؤكد اعتزام إدارة بايدن استثمار الإرهاب الحوثي على المستوى الإقليمي خلال المرحلة القادمة.

فالواضح على سطح الاهتمام الدولي أن إدارة بايدن مصرة بجنون سياسي على تعويق المملكة العربية السعودية وعدم تمكينها من تامين أهدافها الإقليمية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.

الذي يبدي هو الآخر إصرار صارم على فرض شروط التكافو والندية في علاقة التحالف القائم بين الرياض وواشنطن.

الأمر الذي أثار امتعاض إدارة البيت الأبيض في عهد بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، وجعلهم يتصرفون بدافع مخاوفهم الوهمية أكثر من كونها تصرفات بدوافع سياسية مشروعة.

وأشد مانخشاه أن تعاود الإدارة الأمريكية مجددا إدارة لعبتها في الشرق الأوسط بنفس الادوات السابقة الجالبة للمخاطر الإرهابية يبعدها الديني والمذهبي.

ومثلما صنعت تنظيم(القاعدة) ديني للارهاب في أفغانستان ، ستصنع تنظيم ارهابي جديد في شمال اليمن مع الفارق أن القاعدة ارهاب سني والحوثي ارهاب شيعي .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان