متلازمة المُعاناة و تتابع صعوبة الحياة وقساوتها المؤدية الي ضبابية رؤية الغد "تفاؤلا" وفقا و المنظور البشري و واقع الحال ، مع شراسة عُمق الفساد لمتنفذين وتجذره وسط منظومة النظام اليمني ، لا يعني هذا أن نلغي تفكيرنا بالتي هي أحسن ، ولا يجوز ان يتجرد البعض من أخلاقيات التخاطب المتزن وآداب القبول المحترم لأراء الأخر و إن كانت لا تتناسب مع افكار هذا (البعض) مرحليا ، فمصيرهم يتغيرون اذا ما قُدمت لهم المعلومات الصحيحة و الصادقة .
المُتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يقرأ في مجمل رسائلها .. لا تخدم قضايا وطننا المتشرذم بل تزيده تشرذما و لا مواطننا المكلوم في سياسته و اقتصاده و كرامته بل تزيده حُزنا و فقرا و ذلة .
نحن و ما بعد (الحوار اليمني اليمني) نبحث عن حرف ايجابي يجمعنا يعيد توازننا ويؤكد ثباتنا وتقبلنا لما هو قادم وكيف نفهمه ؟ و نحسب خطواتنا ونرسم استراتيجياتنا لما نرغبه لوطننا شمالا كان او جنوبا ، ولا نبحث عن كلمة تزيد تشرذمنا وتُذكي قسوتها في نفوسنا فتُغضبنا فنتقم من بعصنا فتزداد مآسينا وآلامنا وتزيد من تفرقنا ، لِماذا بلغت القسوة حتى في أحرفنا و الجفاء في كلماتنا ؟! .
أتفهّم تماما ان النظرة الموضوعية في حاضرنا لا يتقبلها كثير من الناس لِما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية و ما تسببت فيه السياسات الماضية من تمكين أشخاص متنفذين ملأ فسادهم الارض و السماء .
و هنا يأتي دور النُخب في المجتمع (القوة الناعمة) يجب أن يبرز و يكون له حضور مؤثر في كثير من المكونات و الاحزاب السياسية فبين صفوفها وطنيون قُحاح غير مشكوك في و طنيتهم وحبهم لبلادهم ، فقط هم في حاجة الي اسناد .
دون شك ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمة الله عليه ، بعد عام ٩٠ أجرم كثيرا في حق ما كان الشعب اليمني يطمح اليه في بناء الدولة الموحدة التي لا تخضع للفرد الرئيس و لا للقائد العسكري ، غير أنه كان حاميا و محافظا على منظومة النظام السائد في الجمهورية العربية اليمنية فأظلم اكثر في تفكيك مفاصل النظام المؤسسي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . لكن لا يعني هذا أن نركن على مستقبل وطننا في لومه وجلده وحده لما نحن واقعون فيه اليوم و نُبريء ثعابينه التي خلّفها و من كانوا في فلكه "شماليين و جنوبيين" فهولاء هم سبب مصائبنا اليوم ، هولاء هم مهندسو الفتن وزارعو الدسائس ، هم سرطانات خبيثة في جسم اليمن كله شمالا و جنوبا ، فتوحيد الحرف و رص الكلمة واجب وطني تقتضيه المرحلة ، أما أن نبقى نُسفه افكار بعضنا ونسرف في مهاجمة بعضنا ونتبع أهواى الاحزاب و المكونات ونُلغي ما نؤمن به من مبادئ وحقائق ، فتلك هي الخيانة .
فالأقلام المُشتراه لا تعيد لنا وطن ،
ولا ترتب لنا الأولويات .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
السعودية تُعدل شروط تأشيرة العمرة.. قيود جديدة على السفر الفردي
-
السعودية تُحدث نقلة نوعية: إقامة دائمة بدون كفيل وبمزايا استثنائية
-
مسؤول استخباراتي إسرائيلي يكشف عن عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران حاليا
-
منارات المساجد في صنعاء تتحول إلى منصات تجارية.. ما القصة؟
-
أسواق الصرافة تفاجئ الجميع بتغييرات كبيرة في أسعار الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني..السعر الان
-
بعد عامين من البحث.. أبو بكر الشيباني يجد والده في مستشفى بالقاهرة ويكشف تفاصيل صادمة
-
مقارنة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ "حزب الله" و"حماس".. موقع عبري يكشف فوارق فظيعة ومرعبة