في الطريق إلى الدولاب !!
الساعة 11:20 صباحاً

بات عجز الانتقالي اليوم حقيقة لا يمكن إنكارها فالمكون الجنوبي المنخرط في عملية التحول السياسي الجديد باليمن لم يقدم طيلة فترة تسيده المشهد الجنوبي نموذجا مقنعا لدى الشارع حتى يضمن لنفسه بعد ذلك وبالاتكاء شعبيا قدرة حسم أي ارتداد معاكس يطاله من قبيل تعارض خطوات مجلس القيادة الرئاسي مع أجندات المشروع الذي يعلنه الانتقالي مثلا أو حتى انهيار عملية التحول السياسي الأخيرة برمتها ودخول أطرافها مرحلة صراع سلطة .

إن فشل الانتقالي أمام فرضيات الارتداد تلك له ما يدعمه واقعا وليس ضربا من التكهنات المتخيلة وأعتقد أن الجميع لازال يتذكر واقعة تراجع الانتقالي عن قرار الإدارة الذاتية الذي اتخذه يومها بحجة عدم وفاء الطرف الآخر بالتزاماته، ربما لان القرار أساسا لم يكن بيده، وهو ما يعني فعلا أن ليس هنالك ما يمنع تكرار الأمر مستقبلا . 

وبالنظر أيضا إلى واقع المشهد الحالي وما طرأ عليه من متغيرات ووقائع سياسية وغير سياسية مثبتة، فإن حتى خيار التعويل على قدرة الحضور العسكري لدى الانتقالي لم يعد هو الأخر يمثل خيارا ضامنا لتحقيق غاية الحسم المرجوة .

هل تسأل أحد ما مثلا عن سبب عدم تأكيد الداعم الإقليمي لسلطة الأمر الواقع التي أوجدها الانتقالي خلال الفترة الماضية، والتزامه فقط بالحد الادنى من الدعم العسكري للكيان النشء رغم قدرة الداعم ذاك على تحسين مستوى الخدمات والمعيشة في مناطق سيطرة الانتقالي، ومن ثم جعل إدارة حليفه المحلي مثالا سلطويا يحتذى به؟

هناك دور مرسوم سلفا ومتوافق عليه بين متعهدي الملف اليمني يحدد مساحة تحرك الانتقالي المسموح بها، ولن تتجاوز قياداته بأي حال من الأحوال حمراء الخطوط العريضة للواقع السياسي الذي يجري تحويره في المناطق المحررة وفق مقتضيات الضرورة ومصلحة الكبار هناك، ما يعني عمليا أن الانتقالي هنا يؤدي وظيفة محددة ومقيدة ولأيمكن لأحد الجزم بأنه ما يقدم هو سياسة محاباة تتفادى التصادم مع رغبة الأشقاء وصولا الى غاية فك الارتباط، المشروع الذي تبناه الانتقالي صبيحة إعلان تأسيسه قبل خمسة أعوام .

وبالإمكان كذلك فهم هذه الجزئية أثناء تسليط الضوء على مراحل تحول خطاب الانتقالي وتوصيفاته للمشهد السياسي، ولعل أخرها كان خطاب الجمعية العمومية الأخير الذي تحول فيه هادي من الرئيس الوالد في نظر قيادات الانتقالي سابقا إلى رأس الافعى التي مثلت خطوة تشكيل مجلس قيادة رئاسي مهمة قطع الرأس حسب وصف ذلك الخطاب والذي أعتبرها أيضا منجزا انتقاليا محوريا في طريق رحلة استعادة الجنوب .

 لهذا فإن مسألة تمسك الانتقالي بحبال المجلس الرئاسي تبدو اليوم أمرا مفروغا منه، وأعني بذلك استمرار التمسك بالنقيض والذي يأتي ولو على حساب ما يراه البعض استهدافا مقصودا لكيان الانتقالي، حينما يجد شريك السلطة الجديد نفسه عاجزا عن إقناع جمهوره الساخط بجدوى خطواته السياسية وأن كانت مرحلية ..

وللبقاء في طليعة المشهد السياسي يعيش الانتقالي اليوم مرحلة الهروب إلى الأمام والاعتماد كليا على ورقة الحاجة الإقليمية إليه كإحدى الواجهات المحلية التي يقل فيها التعويل على عامل الزخم الجماهيري .

إلى ذلك، وعند تلك النقطة تحديدا يمكن القول أن المكون الجنوبي( التحرري ) قد قطع اليوم شوطا كبيرا في طريق الوصول إلى دولاب الأحزاب اليمنية الأخرى، له مالها، وعليه ما عليها .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان