يا قيادتنا.. الأزمات فرص
الساعة 08:15 مساءً

يقال أنَّ جماعة أنصار الله (الحوثيين) أصدرت يوم الثلاثاء الماضي قراراً بتعيين وزير جديد للكهرباء والطاقة في حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا.

قد يتساءل كثيرون: أين المشكلة؟! وما الجديد؟! جماعة سيطرت على مقاليد الحكم في صنعاء وأقالت أحد وزرائها وعينت آخر؟!

نقول لهم لا تستعجلوا انظروا إلى حيثيات الإقالة وسببها، إذ أفادت تلك المواقع أن قرار الإقالة والتعيين جاء بعد أيام من اتهامات وجهها مواطن يمني في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين لأحمد لعليي بالاعتداء عليه مع عصابة مسلحة بحجة مخالفته لقوانين المولدات التجارية، حيث أقدم الوزير على الاعتداء على المواطن عبدالسلام الجائفي بالصفع وكسر يده وسجنه، بعد رفض الأخير دفع مبالغ خيالية كجبايات للجماعة الحوثية.

والمواطن عبدالسلام الجائفي ظهر في مقطع فيديو، بعد سجنه، من قبل وزير الكهرباء في حكومة جماعة الحوثي، غير المعترف بها دوليًا، أحمد العليي، يعرض تفاصيل ما حدث. والجائفي، وهو مالك محطة كهرباء تجارية، قال إن الوزير الحوثي اعتدى عليه بالصفع وكسر إبهام يده اليسرى، وإدخاله السجن.

والواقعة جاءت بعد طلب الوزير الحوثي، من المواطن، دفع 12 مليون ريال، ضمن الجبايات التي تفرضها المليشيات. وتوعد المواطن الجائفي، الوزير الحوثي بالقتل، ردًا على الاعتداء الذي تعرض له.. مطالبًا برد اعتباره.

إلى هنا انتهى خبر الإقالة وسببها، ونحن في المحافظات المحررة لا يهمنا تعيين الحوثيين وزيرا جديدا للكهرباء أو إقالة وزير الكهرباء أصلا، كما لا يهمنا أيضا سبب الإقالة، فقد يكون السبب كيديا كما صرح بذلك مسؤول في مكتب العليي فسارع إلى نفي تلك الأنباء، مؤكداً أن الوزارة مستمرة في تنفيذ النزول لضبط المخالفين، وإلزام أصحاب المولدات الخاصة بإلغاء الاشتراك الشهري .. معتبراً أن الهدف من هذه الشائعات الكاذبة ثني الوزارة عن ضبط المخالفين، بحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في صنعاء، أو كان سبب الإقالة حقيقيا...

ما يهمنا ويستدعي الوقوف عليه هو التعامل الجاد مع مثل تلك المواقف حتى ولو عملها وزير كحال وزير الكهرباء.. صحيح أن جماعة الحوثي تفردت بالحكم في صنعاء إلا أنها تحاول تحسن صورتها امام الرأي العام أولا وأمام المواطنين القابعين تحت سيطرتها.

لم تقف جماعة الحوثي متفرجة عاجزة أمام هذا الموقف، بل عملت جاهدة لاستغلاله ولو على حساب التضحية بأحد أذرعها في السلطة، وهنا تكمن خبرة رجال الدولة في تحويل مساوئ رجالها إلى نصر مبين لها..

جماعة الحوثي استغلت الموقف أيما استغلال، هدف الإقالة هو ليس نصرة للمظلوم الجائفي إن صحت الرواية، وإنما سبب الإقالة الحقيقي هو تحسين صورة حكم جماعة الحوثي في صنعاء، وأنها ستقف مع المواطن ضد أكبر مسؤول..

رسالتنا هنا لإخواننا في مقاليد الحكم في المحافظات المحررة وعلى رأسهم مجلس القيادة الرئاسي والوزراء والمحافظين ووو، نقول لهم كم من مظالم رفعت إليكم ماذا عملتم بها؟ كم من مسؤول فاسد ظلم واختلس؟ هل تمت إقالته وهل تمت محاسبته؟ كم من متنفذ نهب أراضي الناس.. ماذا عملتم له؟

قلنا مرارا وتكرارا لا محاباة في السلطة، إذا أردتم بناء دولة عليكم محاسبة الفاسدين في كل مرافق الدولة مرورا بمن ساهم ويساهم في تعذيب الناس من خلال ملف الكهرباء، وملف تأخير رواتب العسكريين، وملف نهب أراضي المواطنين والدولة على السواء، وملف الاغتيالات والاعتقالات الباطلة، وكل الملفات الشائكة التي لم تعمل لها أي حلول..

 اصنعوا دولة، اثبتوا للناس أنكم بحق وحقيق على قدر عال من المسؤولية من خلال تطبيق القانون على الجميع، لا عنصرية ولا مناطقية ولا محاباة..

اصنعوا دولة، واجعلوا الناس يثقون بكم وبحكمكم.. اصنعوا دولة إن أردتم محبة الناس، اصنعوا دولة لتقوم لكم دولة.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان