كثيرةٌ هي الأقلام التي تكتب عن واقعنا وتفاصيله وحياتنا وتقاسيمها، ولكن قليلة تلك التي تكتب بضمير وإنسانية وإخلاص ومخافة من الله..

قليلةٌ تلك الأقلام التي تعرف ماتكتب ولمَِ تكتب وتعرف كيف تختار ما تكتب بعناية فائقة ولياقة وكياسة وادب..

أقلامٌ تكتب عن واقع مُعاش،وحياة صعبة،وظروف قاهرة،ومآسي متعددة، لانها تمتلك المهنية والضمير والصدق مع نفسها قبل غيرها ولاتخشى في الحق لومة لائم أو فاجر..


وأقلامٌ أقل مايمكن أن نطلقه عليه أنها (مبتذلةٌ) رخيصةً تُباع وتُشترى في سوق (النخاسة) بحفنة ريالات أو (سلة) قات أو واحد شاي في أحد الأزقة (المشبوهة)..


أقلامٌ تكتب من باب العداء والكيد والمماحات وتصفية الحسابات مع الغير لانها أما خسرة مكانة أو منصب أو تبحث عن مايملء (جيبها) ويسد جشعها وحاجتها ويلبي رغبة نفسها الدنيئة..


أقلامٌ تكتب ليل نهار وتملئ مواقع التواصل إبتزاز وصراخ ونعيق ونباح بحجة أنها تكتب للحق ومع الحق وهي بعيدة كل البعد عن الحق ويعرفها القاصي والداني ويعرف ماضيها وتاريخها وتفاصيلها،ويعرف أنها سلعة (رائجة) عند من يعطي ويبذل..

أقلامٌ نقرأ لها بين الفينة والأخرى ونعرف أن ماتكتبه ليس مادة (صحفية) أو معاناة إنسانية وإنما ماتكتب هو إبتزاز وتصفية حسابات وتهديد وهي أضعف من أن تواجه في الواقع ولهذا تلجأ للقلم وتتمترس خلفه لانها هشة،كهشاشة ما تكتب..

أقلامٌ تثور إذا لم يتناسب القرار والرأي والحال مع وضعها فتميل حيث الرياح تميل، وتصرخ إذا لم تجد مايلبي حاجتها وطلباتها ويوفر لها قيمة (القات) والغداء..

أقلامٌ تكتب لأجل المال وإرضاء لأسيادة، وتهاجم الصالحين الأفذاذ والأكاديميين المقتدرين، والشخصيات الإجتماعية وتسعى بخطى اللصوص والمرتزقة والتافهون لتشويههم ووصف بأقذع الألفاظ..


أتعجب والله حين اقرأ لأولئك (المبتذلين) ويظنون أنهم فرسان الحق وصُناع المجد وهم أضعف من قيادة (حمار) هزيل أو الوقوف بحزم وصلابة أمام أبسط المواقف الرجولية..

والعجيب الغريب أن هذه الأقلام قريبة من صناع القرار ومعاقل الفساد لانها تمثل الفاسدين وأهله وتمثل السلطات المائعة ومن يقع على شاكلتها..