الصفحة التي لم تطوَ بعد !!
الساعة 11:26 صباحاً

هادي، هل يتحول إلى معضلة جديدة رغم مغادرته السلطة؟
ترى، لماذا أثارت واشنطن الحديث الأن عن رحيل هادي، ولماذا لم تعبر عن رأيها مبكرا بشأن ذلك رغم قدرتها على تعطيل أي تحرك سعودي قد يتناقض مع مصالحها في ملف الأزمة باليمن؟!!

يبدو أن تنحية هادي بتلك الطريقة ستفتح بابا جديدا على السعودية لإبتزازها من طرف الإدارة الاميركية التي كانت بأمس الحاجة الى مثل تلك الفرصة بغية إستثمارها في ملفات أخرى مهمة، ملف اوبك+ مثلا ..

ما تناولته بعض الصحف والمواقع الاميركية بشأن احتجاز هادي وعملية التحول السياسي الجديد يوحي نوعا ما أن الخطوة تلك لم تكن منسقة بشكل كامل من قبل السعوديين مع الجانب الأميركي ..

وإذا ما تأكد هذا الأمر فعليا، فبإعتقادي أن الخطوة السعودية لم تكن حينها سوى محاولة للهروب الى الامام، وقد تمثل ايضا سعيا عاجلا من المسؤولين السعوديين في إستغلال متغيرات الظرف الدولي الحالي لصالح محاولة فرضهم واقعا يخلص المملكة من بعض قيود هيمنة القرار الأميركي على مسار النزاع باليمن .

ولكن بالنهاية ستكون الرياض هنا قد ضغطت زر المغامرة غير محسوبة العواقب، ولعل أقل تلك العواقب كلفة هو تحملها ممارسات إبتزاز اميركي جديد، على إعتبار أن واشنطن في هذا الصدد لازالت تمتلك عديد الأوراق التي تمكنها من الاحتفاظ بهيمنتها على القرار السعودي عامة، وبالتالي قدرة إحتواء أي خطوة سعودية منفردة نسبيا من قبيل ماحدث في ملف اليمن مؤخرا  .

لاحظ أن كلا من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والخاضعين غالبا للرغبة الاميركية قد رحبا في وقت سابق بخطوة تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن، بينما أتى الإعلام الاميركي اليوم يروج موقفا أخر لواشنطن من تلك الخطوة، ولذلك قلت أن ما يحدث سيصنع منفذا للإبتزاز ولن يصل الأمر بتاتا الى مرحلة تصادم مواقف بين الرياض وواشنطن على الأقل بشكل رسمي ومعلن .

وعموما، نرى أن الموقف الدولي على إثر التطورات السياسية الاخيرة في ملف اليمن سوف يتمحور حول التعاطي مع خطوة تنحية هادي كأمر واقع فرضته الرياض يتطلب التعامل معه نوعا من المسؤولية المتسمة بالهدؤ والترقب ..
وهنا تكون السعودية قد وضعت نفسها في تحدي كبير أمام العالم وإثبات مدى قدرتها السياسية والدبلوماسية على حلحلة مياة الأزمة باليمن .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان