رسالة إلى عبدالملك الحوثي
الساعة 11:16 صباحاً

كانت الحياة تتدفق من عمق الصحراء إلى كل بيت يمني في المدن والأرياف في الجبال والوديان والسواحل.

لم يكن هناك ما يعيق تدفق تلك الحياة، ولم يكن هناك من نزاع عليها أو مصادرة أو احتكار لها.. لذلك لم تكن هناك من حاجة إلى الحرب والعدوان على مصدرها.. فقد كان مصدرها خارج نطاقها بكل رضاء محافظاً على استمرار تدفقها إلى مدن بعيدة.

إنها مأرب، ولها شرف بذلك، ولكل الشرفاء فيها من ابنائها وأبناء اليمن من كل المحافظات المرابطين فيها الذين يذودون عنها لاستمرار تدفق الحياة إلى كل اليمنيين في كل اليمن.

كانت غازية مأرب تمد صنعاء والعديد من مدن ومحافظات اليمن بالكهرباء ومأرب خارج نطاقها بكل رضاء وكرم منها، وكانت أبواب الحياة إلى صنعاء وطرقها سالكة، حتى جاء الحوثي وأوصد الأبواب وقطع السبل وأغلق الأفق أمام الحياة، ومنعها عن مناطق سيطرته بل وقتل ما تبقى منها هناك.

ولم يكتف بذلك، بل على مدى سنوات يحاول عابثاً الوصول إلى مصدر الحياة في اليمن لوأده، وهيهات له ذلك، يريد أن يفعل كما فعل منهم على شاكلته في العراق.

في العام 2014 كانت الكهرباء تتدفق إلى صنعاء وكانت طريق فرضة نهم سالكة ولم تكن هناك من معاناة ولا أزمات.. الكهرباء مستمرة وأبواب الطرق مشرعة، فانقلب الحوثي ودمر ونهب مؤسسات الدولة وضرب خطوط نقل الطاقة وأغلق الطرق أمام المواطنين وجعلها طرقاً خاصة له تؤديه إلى جبهات عدوانه على مصدر حياة اليمنيين التي قطع عنهم أوردتها وشرايينها.

 

رغم بغي وعدوان الحوثي على مأرب منذ 8 سنوات فلا زالت مأرب تمد اليمنيين أينما كانوا بالغاز رغم تقطع السبل وإيصاد الأبواب من قبل ذلك الباغي الذي فرض على ابناء اليمن حرب ليست لهم ولا من أجلهم وليسوا في حاجة إليها وحول بلادهم إلى ساحة حرب هم في غنا عنها ولا تخدمهم، بل تذهب بهم إلى هناك بعيداً عكس أحلامهم وما كانوا يسعون إلى تحقيقه من أمن واستقرار وبناء وتنمية.

رغم استمرار الحرب وعدوان الحوثي على مأرب على امتداد طريق فرضة نهم، إلا أن طريق المناقل الوصلة بين مأرب والبيضاء كانت طريقاً بديلاً لاستمرار تدفق الحياة عبرها إلى صنعاء وما جاورها من محافظات، إلا أن الحوثي لم يسره بقاء ذلك الطريق سالكاً فاستغله للهجوم على مأرب وإغلاق كافة طرق الحياة أمام المواطنين في مناطق سيطرته ظلماً وعدواناً.

كانت مديريات جنوب مأرب وغر شبوة تنعم بالحياة كما كانت في صنعاء قبل انقلاب الحوثي، فجاء ذلك العدو البغيض لليمنيين وعزل تلك المديريات عن مصادر الحياة وضمهم إلى جحيمه ومنع عنهم الكهرباء والبترول بل وأغلق الطرق أمامهم وحول بلادهم إلى ساحة حرب بل وحولها إلى حقول كبيرة لزراعة آلاف الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات لتبقى موتاً يتربص بهم على مدى عشرات السنين وعلى عمر أجيال متعاقبة.

ما تحقق من تحرير وانتصار عظيم في مديريات عسيلان وبيحان وعين غرب شبوة وحريب جنوب مأرب أعاد الحياة إلى تلك المديريات ولله الحمد، ولم تتوانى مأرب أو شبوة في إرسال الحياة بكل حذافيرها واحتياجاتها إلى تلك المديريات.

لا يفكر الحوثي في تقديم أي خدمة لليمنيين بل يفكر كيف يطور من قدراته اكثر وأكثر في سلبهم ونهبهم، ولو كان ينوي تقديم الخدمات لهم كما هو واجب وحق لهم فعائدات الاتصالات لوحدها في صنعاء والمؤسسات والشركات التجارية كفيلة بتشغيل العديد من الخدمات، لكنه ليس هدفه ذلك بل هدفه كيف يسلب الحياة ويصادرها ويستكثرها على اليمنيين ولا يراها حقاً لهم.

حتى الغاز الذي لا زالت مأرب تمد به كافة مناطق الحوثي بكميات تفوق ما تزود به مناطق الشرعية لتلبية طلب المواطنين يقوم بالتقطع له ومصادرته والمتاجرة به في السوق السوداء وبعيه بأثمان تفوق ثلاثة أرباع سعره الرسمي من مأرب.

سيظل الحوثي عدو يقطع الحياة ويمنعها عن كل يمني في مناطق سيطرته حتى يتم اجتثاثه ولا حياة لليمنيين في ظل وجود هذا الحاقد المريض الناقم المتخلف مالم يتم الانتقام منه والإغراب به إلى الأبد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان