ماذا بعد حرب اليمن؟ دراسة تداعيات خطأ استراتيجي
الساعة 10:33 صباحاً

بداية لا بد والإشارة إلى عقيدة الحرب العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية في يومنا هذا، بأنها تعد عقيدة حرب وقائية، ودفاعًا شرعيًا بموجب النص (51) من ميثاق الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ويرجح كل الباحثين الاستراتيجيين بأنها تعود لفترة ما بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2011، لكنها في الواقع ضاربة في التاريخ، وترتبط ببناء الدولة، والدفاع عن الأخطار كخطة أمنية تبناها الرئيس جيمس مورنو «خامس الرؤساء الأمريكين» في سياستة الخارجية في القرن التاسع عشر.

 

التنوع في الحرب الاستباقية

بوصفي باحثًا استراتيجيًّا يمنيًّا، فتركيزي ينصب على صيغة العقيدة العسكرية التي تواجه بها إيران الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وذلك عبر جماعة الحوثي الميليشاوية، ومعها تبرز عدد من القضايا، والمتمثلة بالمهام الموكلة لجماعة الحوثي في اليمن، ليقابلها النتائج المترتبة على أرض اليمن والإنسان اليمني.

وبدقة أكثر، كيف يتم تجنيب اليمن، ويلات، وشبح حرب قادمة لا ذنب لليمنيين فيها سوى تواجدها ضمن خارطة الصراع الإيراني الأمريكي، وتواجد وكيل يمني ينوب عن طهران.

بالفعل ليس هناك موازنة ما بين الأسلحة التقليدية، والنووية لكن هناك تقنيات طائرات بدون طيارات هي التي تعول عليها جماعة الحوثي في تنفيذ بعض العمليات التي قد تعيق استباب المصالح الأمريكية في البحر الأحمر، وذلك يعني تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.

هل نحن مستعدون لمواجهة حرب مدمرة؟

يبدو أن المفكر الاستراتيجي بيرنارد برودي عبر عملة البحثي المسمى «استراتيجية حرب الصواريخ» يعطينا توقعًا منطقيًّا، بأن هنالك حربًا استباقية تلوح في الأفق موقعها البحر الأحمر، وخليج العرب، والبحر العربي في ظل الظروف الراهنة التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط، ولكل ما سبق فكل الآراء ترجح انتقال الولايات المتحدة إلى مربع الردع كخيار استراتيجي.

حسابات جماعة الحوثي تندرج ضمن حسابات إيرانية، وليس ضمن حسابات الأمن القومي اليمني، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية في اليمن، فأصبح الأمر واضحًا بأن جماعة الحوثي ستقدم على تفجير الخزان النفطي العائم في رأس عيسى بالحديدة، وفي ذات الوقت استهداف الملاحة في مضيق باب المندب، وبذلك ستكون أكملت مخطط منع مرور السفن النفطية الذي بدأتة إيران عبر تهديدات علنية في مضيق هرمز.

إشارات خادعة بدأت ترسل في العالم، حيث هناك حالة من الفوضى في اليمن، أي «إغراء لجماعة الحوثي بالهجوم على خزان صافرالنفطي، وتلكم تعجل الخروج بسرعة من حالة الفوضى الزائفة إلى حالة الانضباط، من أجل الانقضاض السريع على العدو المهاجم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقابل الحرص على الظهور في نقاط يجب على حلفاء واشنطن الإسراع لكي يدافعوا عنها، وبأقصي سرعة إلى الأماكن التي لا يفترض بها التواجد المرتقب لحلفاء إيران فيها.

الولايات المتحدة وإسرائيل يعدان أنفسهما في حالة دفاع شرعي وخصوصًا ضد ما يسمى كسر مقاومة العدو دون أي قتال.

استراتيجيًا فحرب الفضاء، ونظرية الأمن الإسرائيلي هي الحاصل اليوم، حسب ما أورد موقع أكسيوس الأمريكي الإخباري في 7 مايو (أذار) 2019، فقد سلمت إسرائيل حزمة من المعلومات للولايات المتحدة حول خطط إيران في العراق، وسوريا،وذلك قاد الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال مجموعة سفن ضاربة، وعلى رأسها حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» ومجموعة تكتيكية من القاذفات.

لكن في هذا المقال سيتم سرد معلومات عن خطط الذراع الإيراني في اليمن، والتي لم يتلقها جهاز الموساد الإسرائيلي، نظرًا لعدم وجود أي تعاون استخباري ما بين شبكة الأمن القومي اليمني، والموساد.

ما الذي يحاول الإيرانيون فعله في اليمن؟

أكثر ما توصف بأنها جرائم حرب في القانون الدولي، والمحاكم المختصة، حيث أورد موقع الميادين بتاريخ 2 أبريل (نيسان) 2019 تحذيرًا علنيًّا منسوبًا لشركة النفط اليمنية التي تخضع لميليشيات الحوثي نص على أن: شركة النفط اليمنية تحذر من انفجار خزانات النفط في الحديدة.

في المقابل حصلت شبكة الأمن القومي اليمني على فيديوهات مسربة تثبت نجاح ميليشيات الحوثي في إنتاج التقنيات التالية:

1. رشاش آلي بالريموت كنترول متعدد الاستخدام، ويمكن تركيبه على منصات مختلفة بما فيها القوارب المفخخة، تم الحصول على تقنيته من الحرس الجمهوري العراقي المنحل.

https://m.youtube.com/watch?v=Jn_wO1uoJqA

2.طائرات بدون طيار يمكن تفخيخها، وإرسالها لأهداف متعددة متزامنه مع انطلاق صاروخ باليستي لتشتيت الدفاعات الجوية المضادة، ثم تطويرهما من قبل الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
https://m.youtube.com/watch?v=Z0yY2W1Dy1Y

3. تجارب حوثية جديدة على زراعة ألغام بحرية شديدة الانفجار.

https://www.youtube.com/watch?v=i9GYgEqAMNc

وبذلك فإقدام ميليشيات الحوثي على استهداف باب المندب، وخزان رأس عيسى النفطي سيفضي إلى إخلاء آلاف السكان من محافظات صنعاء، وصعدة، وعمران، وذمار خصوصًا مع التوجة الأمريكي لسحق مواقع كافة القيادات الحوثية داخل اليمن.

حرب مدمرة بانتطار المنطقة

الضربة الاستباقية تعد استراتيجية جديدة في العلاقات الدولية، خصوصًا إذا كانت رد فعل لهجوم حوثي يحدث ضررًا كبيرًا على المحيط الحيواني، والنباتي، والانساني، والاقتصادي في الشرق الأوسط. مما لاشك فيه بأن حرب التضاريس التي تراهن عليها جماعة الحوثي لن تجدي نفعًا إذا تم استخدام أسلحة بايولوجية، أو كيماوية، أو نووية محدودة التأثير.

لقد نشرت صحيفة موسكو فيسكي كومسو موليتس الروسية في 3 أغسطس (آب) 2016 ثلاث سيناريوهات عن الحرب المدمرة في الشرق الأوسط، والعالم، في حين نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني مقالًا مشتركًا لخبيرين يهوديين بتاريخ 25 أغسطس، 2018،كما نشرت جيرزوليم بوست في 8 مايو (أذار) 2018 تحليل بذات الخصوص.

وبعد كل ما نشر فرأي الاستراتيجي فيما يخص الشأن اليمني، فالحرب لم تعد تأخذ شكلًا مستديمًا، وثابتًا بل أصبحت جماعة الحوثي في اليمن بالنسبة للولايات المتحدة الأميريكية تحقق الشروط التالية:

1. عدو مسلح.
2. درجة كبيرة من الجسامة.
3. عدو يمكنه الاستهداف الفوري.
4. يضر بالحقوق الجوهرية للدولة.

شروط التناسب اليوم تعبر عن نفسها، بأن هل الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها ستستخدم أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة المحظورة في القانون الدولي العام. في الحقيقة فالوضعية الراهنة للقانون الدولي لم تصل إلى نتيجة مشروعية أو عدم مشروعية استخدام الأسلحة النووية. وبالتالي فأنا أتوقع بأن الولايات المتحدة فيما يخص اليمن ستقوم بفعل عسكري مدمر، إلى أن يتسنى لمجلس الأمن الدولي اتخاذ تدابير مناسبة لحفظ السلم والأمن الدوليين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان