لم توجه لي أي دعوة، ومع ذلك فلن أذهب إلى مؤتمر الرياض.
في مؤتمر 2015 كنت مدعوا. الخميس، الثالثة عصرا، هاتفني القنصل السعودي من برلين طالبا مني التوجه إلى السفارة للحصول على الڤيزا. غدا الجمعة ونحن نعمل بنصف دوام، تعال الآن. سألته:
ومتى سيبدأ المؤتمر؟ أجاب: الأحد القادم.
اعتذرت عن الحضور. بعد ساعة هاتفني فكررت اعتذاري. الوقت القصير، انشغالي في المشفى، ترتيبات جدولي الشخصي، فضلا عن الفكرة نفسها: سوق الجمعة سيتدارس مسألة النزاعات.
بعد ليلة أو ليلتين جاءني هاتف من شخصية كبيرة في البلد. كانت الساعة العاشرة مساء وكنت أركض في الطوارئ جيئة وذهابا. أجبت الاتصال فقال الرجل بعد أن عرف بنفسه وبربعه: نريد أن نسلمك العهدة. قلت متشككا: العهدة؟ قال: نعم، عشرة آلاف دولار. تغيرت لهجتي بصورة آلية وقلت له: لا أملك عهدة عند أحد. قال: أعرف يا دكتور، مجرد مساعدة لأبطال الصف الوطني. قلت له: أولا أشكرك لأنك خمنت واعتقدت أن طبيب قلب يعمل في ألمانيا بحاجة لمساعدة مالية. ثانيا هناك آلاف المستحقين سواي. ثالثا أسعدتني رغبتك في مساعدتي، وتواصلك معي، ولكني لن أتسامح مستقبلا مع أي تواصل من هذا النوع. قال متفاجئا: وزعها أنت بمعرفتك على الفقراء قلت: ابحث عنهم وستجدهم. قال سيكلمك فلان نفسه. قلت: لا يوجد لدي كلام جديد سيقال. اعتذر بطريقة مهذبة وأنهى المكالمة بمنتهى الاحترام.
بعد أسبوع قال لي أحد الذين ذهبوا إلى سوق الجمعة في الرياض إن المملكة كافأت كل ضيف بمائة ألف ريال سعودي (حوالي 25 ألف دولار)
على العشاء قلت لساره الياسين، رفيقتي:
خسرت في دقائق ٣٥ ألف دولار
قالت وهي ترفع حاجبيها: خسرت؟
قلت متلعثما: أقصد عندما أتخيل المبلغ المالي الصافي أطرح على نفسي بعض الأسئلة.
ألقت علي محاضرة رهيبة عن النبل والطهارة والحكمة. قالت كل ما أعرفه وقلته في مواطن مشابهة.
هذه المرة لم يلتفتوا إلي. هذا قرار جيد، أظنه. أسوأ من سوق الجمعة هو إغلاق سوق الجمعة أو أن لا يكون هناك سوق جمعة.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
ارتفاع جنوني للدولار أمام الريال اليمني يفاجئ الجميع.. السعر الجديد
-
السعودية تحسم جدل خارطة السلام والرواتب
-
فلكي ينشر جدولا لفرص هطول الأمطار في اليمن
-
الكشف عن مفاجأة الهيكل التنظيمي للمخابرات الحوثية وهذا هو المدير الفعلي
-
مصادر تكشف عن حقيقة وفاة القيادي عبده الجندي في صنعاء
-
امريكا: كلمة سر ايقاف الحرب في اليمن بيد هذه الدول
-
(البيض) يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة للحل في اليمن