في 2011 كان الحوثيون المكون الوحيد الذي رفض توقيع المبادرة الخليجية التي جنبت اليمن حربًا أهلية مؤكدة، لكنهم التحقوا ببقية المكونات اليمنية للمشاركة بمخرجات المبادرة، لكنهم سرعان ما بدأوا بشن حرب عدوانية قادتهم إلى احتلال صنعاء في سبتمبر 2014 وهي ذات الحرب المستمرة حتى اليوم.
اليوم نحن أمام نافذة أمل جديدة فتحها أشقاؤنا في مجلس التعاون الخليجي بدعوة صادقة لمشاورات يمنية يمنية غايتها إنهاء هذه الحرب التي ذاق ويلاتها كل يمني. هي فرصة لا ينبغي أن يفوتها اليمنيون وبالأخص الحوثيين، وإن لم يفعلوا، فالواجب على من ستنعقد بهم المشاورات أن يلبوا تطلعات الشعب، وأن تصب مخرجاتها باتجاه واحد لا ثاني له، وهو إنهاء الحرب، وبطريقتين لا ثالث لهما، الأولى سلمًا في حال حضر الحوثيون المشاورات وجنحوا للسلم، والثانية بحسم عسكري يحرر كل شبر من تراب اليمن، ولن يتأتى لليمنيين ذلك إلا بلم شتاتهم والتسامي على خلافات الماضي لتوحيد صفوفهم قولا وفعلا وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها كل القوى اليمنية المناهضة للحوثيين بتمترسها على أو حول كرسي السلطة، ولتصحيحها ينبغي أن تركز المشاورات على الخلل الواضح في منظومة الشرعية وتقر إعادة بناءها على أسس وطنية لتحسين أداء الحكومة ووقف تدهور العملة وتوفير الأمن والخدمات في المناطق المحررة، هذا أولا.
أما ثانيا فقد آن الأوان لنعترف بفشل الشرعية في بناء جيش وطني نظامي بعقيدة هجومية مؤهل وقادر على تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي رغم مرور 8 سنوات على الانقلاب، وستكون المشاورات فرصة لبحث مكامن الخلل وإصلاحه، فبدون جيش نظامي ستظل الغلبة للحوثي ولن يجنح للسلام، فالحرب تجارته الرابحة وللمواطن الموت.
أتوقع أن ثمة أمور قضايا ومحاور كثيرة ستتطرق لها المشاورات المرتقبة، لكن إصلاح منظومة الشرعية وبناء جيش وطني نظامي بعقيدة هجومية، ومأسسة الأداء الحكومي، وتحسين معيشة المواطن وضمان أمنه، وإيجاد نموذج يحتذى به في المناطق المحررة، تبقى الأهم ولن يساعدنا أحد ما لم نحل مشاكلنا بأنفسنا بعد تشخيصها ومعالجتها، وحينها لن يخذلنا الأشقاء والأصدقاء..
إن نجحنا في تحقيق ذلك فما هي إلا مسألة وقت - قصير جدا - حتى تنتهي الحرب بسحق الحوثي أو بجنوحه للسلم والسلام ليلتحق ببقية المكونات اليمنية لتتفيذ مخرجات مشاورات اليوم، وهذا ليس بغريب عليه فقد فعلها سابقا والتحق بمخرحات مبادرة 2011 الخليجية رغم رفضه توقيعها.
يبقى أن نشير إلى أن الشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته هو المستفيد الأول من دعوة أشقاءنا في مجلس التعاون الخليجي لمشاورات يمنية يمنية لا تستثني أحد بما فيها الحوثيين الذين أعلنوا رفضهم للحضور، ومع ذلك - وبحسب تصريحات سفير مجلس التعاون إلى اليمن سرحان المنيخر - فالباب مفتوح للجميع حتى اليوم الأول لانطلاق المشاورات.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
تصعيد إعلامي غير مسبوق: قناة الانتقالي تُثير الجدل بوصفها للرئيس صالح
-
شركات الصرافة تفاجئ الجميع بتسعيرة جديدة للدولار والعملات الأجنبية!
-
أسعار جديدة لتذاكر طيران "اليمنية" إلى كافة وجهات السفر الخارجية.. بالدولار والريال السعودي
-
من هو الزعيم اليمني الذي تحدّى بريطانيا.. بين الأسطورة والاختفاء الغامض!
-
حادث مساوي..وفاة مغترب يمني في إثيوبيا عقب تعرضه لحروق..الاسم والصوره
-
"ترامب" يحسم موقفه بشأن الترشح لولاية ثالثة.. ويعلق: أنا أدير العالم
-
مصر.. توقف قلب فنان مشهور 4 دقائق وتدهور حالته الصحية..الاسم والصورة