مشاورات الرياض
الساعة 08:35 صباحاً

حانت الفرصة المناسبة للمملكة العربية السعودية ، وجاءتها ضالتها المنشودة على طبق من ذهب، وكما لو تخيلتها في الاماني ،والمنام ، والاحلام لتخلص من الضغوطات الدولية عليها برفع انتاجيتها من النفط والغاز ،اثر العدوان الحوثي المسير والجديد عليها،وسكوت العالم ومحاباته لها باستثناء بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع لمجلس الامن ،وعديمة الأثر في تحقيق ايقافها . ويكتنف الغموض الدوافع الحقيقة لشن الأنصار لعدوانهم الجديد على المنشآت الحيوية السعودية،في الوقت الذي ينتظر منها الكشف عن موقفها الرسمي  من الدعوة الخليجية لأطراف الازمة اليمنية لإطلاق جولة من المشاورات بينهم في الرياض التي سارعت سلطاتها الملكية بالإعلان عن توجيه دعواتها لمشاركة خمسمائة شخصية يمنية في المشاورات،ولا يمكن فصل معاودة الجماعة لقصفها عن انعقاد مشاورات الرياض الجاري الترتيب لها أواخر شهر مارس الحالي ،وهناك ارتباط عضوي مشترك لهما،دونما الطرح المعتاد والسمج عن محاولة الجماعة لتحسين شروط التفاوض،ورغبتها في ميلها كل الميل لصالحها بل قد تتعداها الى محاولة الرجوع بدعوتها للتفاوض منفردة مع المملكة ،وفي ظاهرة تعكس استهجانها واستخفافها الواضح بالشرعية الدستورية ،وغيرها من المكونات الوطنية المؤمنة والمتمسكة بها ،هروبا من استحقاقات الاخيرة  في الحفاظ على الدولة ونظامها الجمهوري والوحدوي المنهار بانقلاب الجماعة عليها، وبدعم دولي واضح وخفي. 

أن لم تمثل محاولة لحصولها واستحواذها على ضمانات اكيدة  من الرياض التي لاتثق بغيرها على الرغم مجاهرتها الشرسة والمضللة لعدواتها للمملكة ،وامكانية تحقيق اطماعها الامامية باحقيتها التاريخية في نظام الحكم في اليمن بشطريه ان امكن  او الشطر الشمالي منها على أقل تقديرا لها ،وذلك من اضعف الايمان،ويظل  خيارها صعب المنال، و مستعصي على التحقيق، وبعيدا عن متناول أياديها في كل الأحوال وأسوأ الظروف ، ولن نجد أسوأ منها اليوم في تاريخ اليمن، وهي تعيش على وقع  انقساماتها  وهزائمها على كل صعيد ، منذ انقلابهم المشؤوم عليها.

وعلى المملكة حسن استغلال الفرصة التي لاحت لها ،ولن تجد لها مثيلا، وتعمل على  التحلل من قيود الالتزامات الدولية الثقيلة عليها تجاه الحرب في اليمن ،وتقييد حركة المعارك فيها ،وهي ليست بحاجة لاختلاق المزيد من الأعذار لانصاف مظلوميتها ، وموجبات نصرتها الاخوية للشرعية الدستورية في اليمن التي ضاقت ذرعا بوجود قياداتها  لقرابة ثمان سنوات عجاف في الرياض. 

نحن نعرف نوعية وطبيعة الكوابح الدولية المفرملة لحركة المملكة في اليمن رغم قدرتها على تحقيق الانتصار الخاطف فيها بطرفة عين ،حال تذكرنا اجتياحها للحديدة وحجة في العام اربعة وثلاثين من القرن الماضي وإطلاق جدهم الأول الإمام الحكيم يحيى بن حميد الدين  مقولته الشهيرة في المفاوضات والله لو أجرينا استفتاء للمملكة في قلب العاصمة صنعاء لفازت بها.

تلكم الحقائق الثابتة على الأرض والتاريخ بعيدا عن التسويف والتسويق الاعلامي المضل و المضلل للجماعة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان