سفراء الرحمة
الساعة 04:40 مساءً

تحت أنفاس الليل الباردة.. 

نفض الخيرون الدثار.. 

فقد وجدوا لباس السر والخفية، 

فاليل عندهم موعد يُرقب..  

 

قالوا: 

الليل ليس للعابدين الساجدين فقط.. 

هناك عبادة أخرى تقرب إلى الله.. 

 

عبادة.. وضوءها الإخلاص.. 

أذانها قرقرة البطون الجائعة… 

مسجدها بيوت الفقراء… 

محرابها أبواب المساكين.. 

 

خرجوا لتأديتها… 

باب يطرق.. يفتح صاحبه… 

فإذا( مال )من عابد.. 

يفتح به أقفال السعادة.. 

ويطرد هموم الوسادة… فــ ينام بهناءٍ وراحة.. 

 

وعابد آخــر.. 

يضع أمام الباب.. سلة غذائية.. 

رب المنزل يحملها ويسقط هم اللقمة،

وكربة الجوع..

يبتسم فرحا.. يسقط دمعة ... يتهلل وجهه.. يسكب دعوات من قلبه بملعقة لسانه.. 

 

وعابد… وعابد… 

بصدقاتهم وزكاتهم… يفتتون صخور من جبال اﻷحزان…!

 

أولئك العابدين.. سفراء الرحمة.. وقناديل اﻹبتسامة…. 

ينيرون البيوت بمعروف.. 

فتنير البيت من إبتسامات ساكنيها.. 

 

يعيدون أمل ﻷســرة متعففة ضاقت عليهم بيوتهم بجدرانها وسقفها.. 

 

تلك العبادة التي تسقي وجوه أضمرها الجوع، وتكسي أجساد كشفها الفقر.. 

وتدفئ أجسام لحافها السقف… 

 

هي عبادة… 

تخفف من أثقال يحملها الأب المحتاج، وتمسح دموع العائل المكلوم.. 

 

ما أجملها من عبادة يتلذذ بها الخيرون في محراب المحتاجين..!!  

 

هنيئا لمن يتعثرون بأحجار الطرقات ، 

ويغبرون أقدامهم وهم يؤدون تلك العبادة…

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان