الجنوب
الساعة 07:52 مساءً

نكاد لا نعي مانكتبه عن جنوب اليمن ،المضطرب سياسيا منذ استقلاله عن بريطانيا حتى اليوم ،ولو سكب حبر الكتابات عنه لغيرت لون مياه البحار والمحيطات ،ومازال الحبل على الجرار تنزف الاقلام فكرا في بياض مدونات الالواح الضوئية واوراق الدفاتر ،والجنوب هو الجنوب يدور في فراغ عقلي كبير، ولا يكاد يلتقط انفاسه في زحمة اقداره من الاحداث في الحاضر ،وفي التاريخ .وعلى كثرة صرير الاقلام مازال غائب عن الوعي جنوب اليمن ،ولا يمكن العثور على اشلائه الا في اروقة الرؤوس  المتشظية لزعمائه، المحشوة بمشاريع الخراب، وقد تطول رحلة تغربيته المعاصرة، وتستغرق اكثر من اوقات رحلات ضياعه التاريخية المعروفة .
وعادة ما تؤخذ شعوب الارض العبرة من نكابتها ،وتعمل على الاستفادة منها في عدم الوقوع فيها من جديد ،واخذ الحذر من اسبابها بعد تمحيصها بالمعرفة والدرسات لاجتنابها، ونحن الامة الوحيدة على وجه الارض لا تستحي من غبائها الموروث  وتستدعي اسباب فشلها في كل المراحل، وتعمل بلا خجل على تكررها باصرار غريب دونما الاعتبار منها .
ولا ادري الى متى سنظل نجتر مآسينا ، ونحمل وزرها لاجيال لاذنب لهم في صناعتها الا انهم من احفاد رجال ضاعوا مع امجادهم الخالدة في الحياة وفي التاريخ . 
واكثر ما اخشاه مواصلة سفر ضياع جنوب اليمن في المجهول من الاحداث ،ولا بوادر تلوح بقرب نضج عقله السياسي الغارق في وحل خلافات ماضيه. 
وعندي اعتقاد راسخ بضرورة اصلاح شطري اليمن افضل من ضياعهما معا .
واليمن طائر لا يمكن ان يغرد في الفضاء الكوني المعاصر الا بجناحيه الشمالي والجنوبي .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان