ما من شك أن الحرب و الفساد اذا حلا بمجتمع فمهما كانت درجة رقيه و تطوره و مكانته الإقتصادية لكانتا كفيلتان بهدمه و تفكيك نسيجة و ترابطه .. فما بال ذلكم ببلدٍ كاليمن هش إقتصادياً و سياسياً و يعاني حرباً طويلة عمرها أكثر من سبع سنوات عجاف و ما تزال رحاها تدور و لا بوادر تلوح في الأفق لوقفها ..!
منذ سبع سنوات و المواطن اليمني يعيش يومياً معاناة ، فكل يوم يمر به يشهد تدني في سعر عملته يقابله إرتفاع و غلاء في سعر السلع و إحتياجاته ، كل يوم يمر عليه يزداد التدني في الخدمات العامة و تزداد الأمراض فتكاً بجسده النحيل و المريض أصلاً ، فلا ماء و لا نور و لا غذاء و لا دواء و لا دخل أو معاش مستقر .. فقط هدم و دمار و سفك دماء و جهل و ظلام ..
و على الرغم من تلك المصائب و المحن الكفيلة بحل المجتمع اليمني اخلاقياً و التي تشكل أرضاً خصبة لإنتشار الظواهر المجتمعية السيئة كالسرقة و الحرابة و الطلاق و المخدرات و الفاحشة و الرذيلة الا ان اليمنيين حافظوا على مجتمعهم من السقوط الأخلاقي بفعل تعاليم الإسلام و عاداتهم و تقاليدهم المحافظة .. و فئة قليلة هي فقط من شذت على ذلك ..
و على عكس أرباب الأسر اليمنيين الذي قاوموا السقوط الأخلاقي لأسرهم فقد مارست القيادات السياسية و أحزابها مختلف أنواع و صنوف على شعبها و سعت لبيعه في أغذر مواخير السياسية دون أي وازعاً دينياً أو اخلاقياً أو حتى وطنياً ..
أتذكرون خطب و وعظ العليمي على منابر ساحة الحرية ؟ فأين اليوم ثوبه و عصاه ؟ أين خطب كرمان و شعاراتها الثورية ؟ .. أتذكرون خطب صالح الوطنية في تجمعات مناصريه و كيف ختمها بالتحالف مع صبيان مران ؟ .. أتذكرون هادي ليمن أفضل ؟ فهذا هو اليمن الأفضل لهادي و محسن و رفاقهما .. أتذكرون إنتفاضة الجرعة لفتى مران و جماعته ؟ فقد ضاعفها بالخمس و رسوم المجهود .. أتذكرون الجنوب للزبيدي و عساكره ؟ .. فهاهو جنوبهم خمس وزارت و وطن حدوده زنجبار .. أتذكرون معين أخبث هؤلاء جميعهم و كيف ترك إعتكافه و حزم حقائبه ليعود مسرعاً حين هوى سعر الصرف لينقذ عملائه المضاربين من الإفلاس و السقوط في وقت كان فيه الشعب قد تنفس الصعداء ؟
هؤلاء هم عصابة تخريب الوطن و سبب معاناة المواطن و هم من يعرضون أرضنا و عرضنا و أجسادنا للبيع في مواخير و أسواق السياسة بقم و أسطنبول و الدوحة و الرياض و أبوظبي .. فهل آن للشعب أن يثور على عصابات الرق و الإستعباد .. ؟
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
شركات الصرافة تفاجئ الجميع بتسعيرة جديدة للدولار والعملات الأجنبية!
-
أسعار جديدة لتذاكر طيران "اليمنية" إلى كافة وجهات السفر الخارجية.. بالدولار والريال السعودي
-
من هو الزعيم اليمني الذي تحدّى بريطانيا.. بين الأسطورة والاختفاء الغامض!
-
بالصور.. مصير جرافة القذافي "الأضخم في العالم"!
-
نحو استعادة الشرعية: ميلاد تكتل سياسي جديد يعيد بناء الدولة
-
رحيل ناصر اليماني؟ جدل واسع حول وفاة "المهدي المنتظر" اليمني دون تأكيد رسمي
-
الإمارات تحظر على غير الإماراتيين التحدث باللهجة الإماراتية والكشف عن السبب