الخطب جلل والصمت عار
الساعة 08:38 صباحاً

وضع بلادنا لا يرضي إلا حقير لا ضمير له ، ولا يعنيه الوطن الا بقد ما يدفع له.

الى متى سيبقى حالنا هذا؟

لا يعتقد البعض ان الاخرين سيرحمونا ويحلوا لنا قضيتنا ونحن نائمون؟

نحن في هول عظيم وعديمي الضمائر في سبات عميق!

تكيف الكثير مع الوضع الذي يعيشه الوطن وكل واحد اصبح يرى الوطن بقدر مصلحته الضيقة ما عداها لا يعنيه!

 

عندما تتحدث يقول لك احدهم انتم كلكم سواء ليش ما تعود أنت الى الوطن ومع وجاهة ما يقوله وحرقة منطقة إلا ان الامور ليست عشوائية كحبات مسبحة منفرطة ، فالعودة ضرورية ، ولكنها تحتاج ترتيب وتوجيه وتكليف واشراف ، واذا لم تجد من يوجه أو يكلف ويشرف ، فعلى من بقي فيهم جزء من شعور بوطنية وادراك للحالة التي تعيشها بلادنا أن يتداعوا للملمة شتاتهم وتوحيد كلمتهم وتصويب هدفهم!

هناك رجال مخلصون ولكنهم في شتات ، نحتاج للم شتاتنا يا ايها الرجال وتجاوز اخطاء الماضي مهما كانت ، 

نحن أمام تحدي وجودي إما أن نكون أو لا نكون ! 

وضعنا خطير وكل يوم اسوء من الذي قبله ، 

وهذا ليس قدرا محتوما علينا إن اردنا تغييره ، ولكن الارادة ليست تمني ، ولكنها تبدأ من النفوس وتُدشن بخطوة مهما صغرت ، وتنمو بالاصرار والمثابرة وتكبر بالعقل المدبر لا بالعاطفة التي سرعان ما تخبوا وتذبل.

الاشياء العظيمة بدأت صغيرة فلا نستصغر البدايات إن صدقت النوايا ، وكل الخوف أن نتكيف مع واقعنا المُر البعيد عن بلادنا وكل واحد منا يفكر بنفسه واسرته ، فبهذا التفكير القاصر سنخسر انفسنا ونضيع اسرنا.

الحق يبدأ بفكرة ثم يعلوا ويظهر ، ولله در ابو الاحرار الشهيد محمد محمود الزبيري القائل/

والحق يبدأ في آهاتُ مُكتئبٍ

وينتهي بزئيرٍ ملؤهً نِقَمُ.

 

لا ادعي اني من سيقود هذه الفكرة ولكني مستعد أن اكون جنديا مع من يقودها ، واثق وادرك أن هناك هامات وطنية كبيرة قادرة ان تقود إن حُفزت ووجدت المساندة.

أصرخ في آذان الجميع الى عدم الخمول ويجب استشعار واجب اللحظة الذي يمليه عليهم نحو وطنهم وسيجدون ملايين الرجال ملتفين حولهم عندما يثقوا بصدق توجههم ، فالناس في توهان يحتاجون لمن يجمع شتاتهم ، ومع ذلك لن تكون الطريق مفروشة بالورد ولكنها لاشك ستحتاج لتضحيات وستواجه مصاعب ومشقات بحجم نبل الهدف وسمو الغاية ، ولله در القائل /

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

 

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيم.

ما طرحته كان من وحي الألم الذي اشعر به والإحباط الذي يجب ان لا يصيبنا في مقتل ، وتبقى افكاراً قابلة للتصويب والترشيد والنقد وقد تكون حافزا لمن يقدم ما هو افضل واكثر فعالية مما ذكرت وذلك ما نريد ونرجو.. فالخطب جلل والصمت عار!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان