عن أوهام فبراير .. كل عام!
الساعة 07:08 مساءً

ليست مشكلتي مع التغيير لأنني كنت في الساحة، وتظاهرت ودربت الشباب على الخطاب الصحفي لدعم التغيير. وليس عندي أدني شك في استحقاق النظام السابق للسقوط.

* مشكلتي هي في "الثائر " المتكلس غير القادر على فهم الوضع او مراجعة أسباب السقوط. مشكلتي في "الهتيفة" الذين لا زالوا يرددون شعار ات اول ليلة من 11 فبراير وكأن الوطن بأكمله لم يسقط خلال السنوات السابقة. 

* مشكلتي في الثائر الذي تحول الى نسخة العن واكثر فسادا من الذين ثار عليهم.

* مشكلتي في الثوار الذين تحولوا الى وكلاء للقوى والمطاعم الإقليمية في اليمن، وفي الثوار الذين يدافعون عن "جنسياتهم" الجديدة ويريدون تحويل اليمن الى ساحة تصفية حسابات إقليمية.

* مشكلتي في التعريفات والمصطلحات الزائفة فما حدث لم يكن ثورة ولا تنطبق عليه توصيفاتها. ولم يكن ثورة شباب بل كان تجمعا لكل الغاضبين من النظام والطامعين في السلطة، وبعضهم كانوا أسوأ من النظام وأكثر رجعية.

* مشكلتي مع الخطاب التدميري العدمي العبثي للثائر الذي لا يبشر الا بالفوضى والخراب. خطاب المتاجرة والاحتفالات بينما الناس يموتون من الجوع والقهر. 

* أنا مع التغيير ومع حق الشعوب في حياة حرة ديمقراطية كريمة، لكني ضد تحويل الربيع الساقط الى صنم وتابو غير قابل للنقد. لقد استنفذ الربيع كل اغراضه وسقطت كل شعاراته العائمة، كما سقطت الأنظمة وانتهت. 

* نحتاج الى خطاب تغيير جديد ينطلق من لحظة الخراب الحالية وينسى تخيلات الخيام والساحات وجلسات القات الطويلة و أوهام حصر كل شيء في تغيير الحاكم.

* كانت الساحات نفسها بعد مارس 2011 قد تحولت الى نسخة قمعية مكررة من النظام الذي خرجنا ضده. كنا نهتف ضد السجان من ساحات تحولت هي نفسها الى سجن!

………

2020

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان