حياة بلا نت
الساعة 01:33 مساءً

انقطع النت أربعة أيام عن اليمنيين، فشعروا كم هي حياتهم الواقعية مسدودة وعديمة الحيلة، قدرتهم على الحركة محدودة، خياراتهم منعدمة ومصادر تسليتهم شحيحة، أربعة أيام، كشفت لهم جحيم الحرب وقد لامس أخر ملاذاتهم "الإنترنت"
تضاعف إحساسهم بفداحة حياة ليس لهم دور فعال فيها ولا مساحة للعيش، لقد فقدوا روابطهم بها، نحن أمام مجتمع يعيش كجزيرة خارج أي إحساس فعلي بروابطه مع المجال العالم، ولم يتبق لهم سوى هذا الهامش الافتراضي يلوذون به. أما واقع الحياة فقد احتكره سماسرة الحرب وأعادوا تصميمها وفقًا لمصالحهم واستبعدوا اليمنيين منها.

ما يزال اليمنيون أقل شعوب الأرض ارتباطًا بالعالم وتحديدًا الجزء الإفتراضي منه؛ لكنهم أكثر شعوب الأرض فقدانًا للحياة الواقعية. وتلك مفارقة غريبة..إنهم مقصيون من العالم، ويقاتلون كي يحجزوا لهم مساحة فيه بكل الطرق وفي الحقيقة، ما عاد أمامهم خيارات كثيرة، سوى التشبث بهذه الفضاءات البديلة؛ كي يستشعروا قليلا من الأنس في حياة كلها وحشة واغتراب.

ليس الإنترنت وجودًا بديلًا لليمني المحاصر من كل مكان، ولا وسيلة إضافية جوار وجودهم الواقعي، بل يكاد يكون الوجود الوحيد في ظل حياة صادرها عنه اللصوص وقطاع الطرق والمتحكمين بمصائر الشعوب.

كم لبثنا يا قوم..؟ الرفاق والرفيقات خارج البلاد، أقلها بتتفقدونا برسالة يا أوغاد، معقول تكون صداقاتكم مثل "عزومة مثوري" اللي ما يعرفش، شنو يعني عزومة مثوري يترك سؤاله وخبراء الأمثال البلدي بيشرحوا له المعنى.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان