هل ارتكب الحوثيون خطأ جسيما عندما اختطفوا السفينة الإماراتية ؟
الساعة 09:45 صباحاً

تدور الأسئلة بحثا عن الإجابة ، فهل ارتكب الحوثيون خطأ جسيما عندما قاموا باختطاف السفينة التي تحمل علما إماراتيا ، على اعتبار أنهم مارسوا القرصنة في البحر ، بحسب رواية التحالف ؟ وكيف سيكون الرد الذي توعد به التحالف ، ومتى ؟

إذا كان الحوثيون ارتكبوا خطأ جسيما باختطافهم السفينة ، فإن السعودية والإمارات ارتكبوا خطأ أكبر جسامة ، وأساؤا تقدير موقف خصمهم الحوثي ، عندما أقدموا على الانسحاب من الحديدة وترك منطقة استراتيجية وحساسة .

توقعنا منذ اللحظة الأولى لوصول أنباء السطو على السفينة أن السعودية والإمارات لن تبتلعا هذه الإهانة الحوثية ، وسيصدران الأمر إلى القيادة المشتركة باجتايح الحديدة ، كون الحوثي أسقط اتفاق ستوكهولم الذي تتحجج به السعودية والإمارات ، وتحملان الشرعية مسؤلية التوقيع عليه ، وتقييد التحالف في استكمال معركة تحرير الحديدة ، فها هو الحوثي يسقط عنهما الحرج في التقييد باتفاق ستوكهولم .

 

هذا يؤكد أن السفينة سلمت للحوثي بتلك المسرحية ، وكل ما سبق يؤكد ذلك ، إضافة إلى أن الحوثي لا يمتلك سلاحا بحريا ، كما أن السفن والبوارج الحربية التابعة للسعودية والإمارات تملأ البحر الأحمر والعربي وتمنعان حتى دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلا بعد إجراء تفتيش دقيق ، هذا إذا أضفنا الروايات الركيكة التي صدرت عن السعودية التي اعتبرت أن هذه السفينة تحمل مستشفى ميداني كان في سقطرى وستعود به إلى جدة .

 

أولا من حيث المسألة الجنائية ، فلا يهم ما إذا كانت السفينة تحمل مواد طبية أم عسكرية ، لأن الحوثي سطا على السفينة في منطقة مسؤل عنها التحالف ، ثانيا ، كيف للمملكة أن تسحب المستشفى الميداني من سقطرى وتعود به إلى جدة ، ألم يكن من المنطق أن تذهب به إلى محافظة أخرى في اليمن ، ويكون جزءا من الإعمار ؟

 

قلت مرارا وتكرارا وأعيد هنا ، إن السعودية شريك أساسي مع الإمارات في تعزيز قدرات الحوثي وإضعاف الشرعية ، لكي تستمر الفوضى في اليمن لأكبر وقت ممكن ، وأن السعودية تقوم بدور طبيب التخدير ، والإمارات تقوم بدور الطبيب الجراح ، وإلا كيف تكون حمولة السفينة سعودية ، والعلم إماراتي ؟

 

في الأخير لا يسعني إلا أن أهنئ الإمارات على القطيع حقها من اليمنيين الذين يدافعون عنها باستماتة وكأنهم إماراتيين وليسوا يمنيين ، يمجدون دور الإمارات التخريبي ويحسبونه إنجاز ، يرجع هذا الدفاع إلى أسباب نفسية وأخلاقية غير سوية .

 

وإذا كان هناك من رسالة إلى المملكة العربية السعودية ، فإنني أقول ، إن الجغرافيا وضعتنا معا ولا يمكن لأي منا أن يزيح الآخر ، فأمن المملكة من أمن اليمن ، وأمن اليمن من أمن المملكة ، والاستمرار في المضي خلف الإمارات سيجعلكم تخرجون من هذه الحرب مثخنين الجراح وبخسائر مادية ومعنوية باهضة التكاليف ، لهذا ليس أمامكم إلا أن تحافظوا على الدولة اليمنية ، ويمكنكم عقد مؤتمر لكل القوى السياسية اليمنية على غرار مؤتمر الرياض لتدارس الخيارات المستقبلية التي تصحح أخطاء سبع سنوات حرب وتزيل السردية التاريخية المغلوطة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان