في البدء ينبغي أن ندرك أن القومية اليمنية هي هوية وجذور، بغض النظر عن تسمية “الأقيال” أو رمزية شعار “الوعل” عند اليمنيين. وأن الدعوة إلى إحيائها ليست وليدة هذه الفترة العصيبة، بل سبق وكانت حلا وُضع لاستنهاض الأمة اليمنية بعد غيابها عن المشهد العربي لأكثر من ألف عام.
ذلك لأن الهوية اليمنية هي التي تميز اليمني عن غيره من الدخلاء على الأراضي اليمنية، الذين ابتدعوا ولاءات لا علاقة لها بسيادة اليمن، فمن يرفض هويته ماذا سيكون؟!
والقومية اليمنية ليست فكرة أو تيار، بل هي مبدأ يتشارك فيه جميع اليمنيين في الأرض والتاريخ والحضارة التي صنعوها؛ هي انتماء إلى اليمن أولا وأخيرا.
صحوة القومية عودة إلى الصواب، دعا إليها ونادى بها شباب يمنيون شعروا بفداحة ما فعلته السياسة المرتهنة إلى الخارج، ويبذلون قصارى جهدهم من أجل استنهاض المارد اليمني من خموله وضعفه.
ليست كما يشاع بأنها تيارا على مواقع التواصل فقط، إنما هي مبدأ اعتنقه اليمنييون وطبقوه على الأرض في دفاع مستميت على مختلف الجبهات. وما نشاطاتها؛ من مؤتمرات ومراكز دراسات وأنشطة وبرامج، إلا تناسق قدرات لهذه النهضة القومية الكاسحة.
تمثل القومية اليمنية الرعب الحقيقي للسلالة وللحركة الحوثية، لأنها تنفي وجود هذه السلالة، وتنهي تسلطها على رقاب اليمنيين. فمن أبرز أدبياتها: تجريم الإمامة والهاشمية السياسية فكرا وممارسة، وترفض أي شكل من أشكال خلط الدين بالسياسة من أجل الهيمنة أو بث العنصرية بأي من أشكالها.
لا يهم إن كانت هناك انتماءات حزبية لشباب جعلوا إحياء القومية اليمنية هدفا لهم، فالأحزاب زائلة والهوية اليمنية الخالصة باقية وجامعة لكل الأطياف والأحزاب.
القومية اليمنية، الوحيدة القادرة على إعادة الاعتبار للإنسان اليمني الذي اخرجته الإمامة عن ركب الحياة والتطور، والقادرة على إحياء تاريخه وحضارته المطمورة تحت ركام الخرافات والزيف والتشويه والسعي لتصويره كشخصية منهزمة خاضعة للغير.
لا شيء يستنهض همة الإنسان مثل الفخر والاعتزاز بتاريخه وحضارته وماضية.. ومن هنا يسعى جاهدا ليستكمل هذا الإشراق في حاضره ومستقبله.
لقد قتلت السلالة تاريخنا اليمني بزيفها وخرافاتها، وتعمل على تدمير حاضرنا ومستقبلنا، وآن لليمنيين أن يستيقظوا من رقادهم، وأن ينهض المارد اليمني لينتزع أرضه من قبضة الكهنوت العنصري السلالي.
ثقوا جيدا أن مستقبل اليمن في إحياء القومية اليمنية، وأن أي أصوات نشاز داخل “الأقيال”، ممن يسيئون للثوابت الاخلاقية أو الدينية، ليسوا سوى عملية تشويه متعمد للنهضة القومية اليمنية.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
السعودية تُعدل شروط تأشيرة العمرة.. قيود جديدة على السفر الفردي
-
السعودية تُحدث نقلة نوعية: إقامة دائمة بدون كفيل وبمزايا استثنائية
-
مسؤول استخباراتي إسرائيلي يكشف عن عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران حاليا
-
منارات المساجد في صنعاء تتحول إلى منصات تجارية.. ما القصة؟
-
أسواق الصرافة تفاجئ الجميع بتغييرات كبيرة في أسعار الدولار والريال السعودي مقابل الريال اليمني..السعر الان
-
بعد عامين من البحث.. أبو بكر الشيباني يجد والده في مستشفى بالقاهرة ويكشف تفاصيل صادمة
-
مقارنة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ "حزب الله" و"حماس".. موقع عبري يكشف فوارق فظيعة ومرعبة