الاِحتِلال الزيدي لليمن
الساعة 08:20 صباحاً

يُمثل النتوء الحوثي الجناح الُمسلح للتيار الزيدي الهاشمي في اليمن، وهو تيار عنصري، يتخذ من المذهبية والطائفية والسلاح والفجور والتقية ( الكذب والنفاق)، أدوات ثابتة له في مسعاه للاِستِئثار بالسلطة والثروة، في أي بلد عربي يتمكنوا منه. وعلاقة التيار الهاشمي بالفُرس علاقة تخادمية، فقد جمعهم هدف السيطرة على المنطقة العربية، ووجدوا في دعم إيران فرصة لدعم توجهاتهم العنصرية في اليمن.

أما فيما يتعلق بإيران، فهناك صراع تاريخي طويل بين العرب والفُرس، وهو موجود من قبل الإسلام، وزاد ضراوة بعد سقوط إمبراطوريتهم، وانطفاء نيرانها بتخطيط وإدارة سيدنا عُمر بن الخطاب، ولذا اغتالوه، ومازالوا يتعبدون بكراهيته ولعنه حتى اليوم، حتى أنهم حولوا ضريح قاتله أبولؤلؤة إلى مزار مشهور في مدينة كاشان الإيرانية.

وحتى تعود السيطرة الفارسية على منطقة الجزيرة العربية، ونظرًا ليأسهم في التغلب على الدولة الإسلامية عسكريًا، سعى الفُرس من داخل الإسلام وعبر العرب أنفسهم لضرب دولة الإسلام، وتحريف الدين، فأسسوا لهم دينا بديلا، أسموه المذهب الشيعي الإسلامي، وصبوا فيه كل خرافات ومعتقدات بلاد فارس. وتمكنوا من توظيف احقاد العلويون والعباسيون على الأمويين وشبقهم للسلطة، لاِستعادة توازنهم ونفوذهم في العراق، فنجحوا في بث الفُرقة والخلافات والصراعات بين المسلمين، وتمكنوا من إسقاط الدولة الإسلامية في دمشق، ودعموا إنشاء الفِرق والطوائف والجماعات داخل الدولة، تحت أستار التشيع في سيدنا علي بن أبي طالب وبنوه، وبذلك عادوا إلى الواجهة من خلال الدولة العباسية.

واستمروا في ركوب الهاشمية السياسية لفرض أنفسهم على العرب. ولذا نجد قياداتهم الفارسية ادعت الانتساب إلى الأسرة الهاشمية، كالخميني وخامنئي والسيستاني وحسن نصر الله، ومعظم قادة الفصائل المسلحة في العراق واليمن، ليُسهل لهم التحرك لتنفيذ مخططاتهم تحت غطاء الإسلام وحب آل بيت النبي.

وفي وقتنا الحاضر، مازال المشروع الفارسي يُبحر في البحار العربية، ممتطيًا مراكب الهاشمية، ويقتات على خلافاتنا البينية، ويتوسع عبر سذاجتنا وتهاوننا فيما يتعلق بمواجهة مشروعهم القاتل، وسيلجأ إلى مراكب أخرى لتحقيق مصالحه وفرض نفوذه إن غرقت الأولى، لأنه صاحب مشروع فارسي توسعي.

كذلك الزيدية والتيارات الهاشمية في المنطقة العربية، فهم اليوم في حلف وثيق مع إيران، إلا أنهم جاهزون لاستبداله بأي طرف آخر يحقق لهم هدف السيطرة على المنطقة العربية. فمثلًا، في بدايات القرن الماضي، سارع جدهم الشريف حسين حاكم مكة، للتحالف مع بريطانيا ضد الخلافة الإسلامية العثمانية التي كان يمثلها، وكان جزء منها، بعد أن أخذ منهم تعهدًا بدعمه وأولاده ليكونوا ملوكًا على منطقة الجزيرة العربية، وتحويلها إلى منطقة هاشمية سياسيًا ومذهبيًا، إلا أن مشروعه اِصطدم بعزيمة وشدة وبأس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة.

كما أن الإمام يحيى حميد الدين، الذي كان يحتل اليمن، تعاون مع أمريكا وإسرائيل في العقد الرابع من القرن الماضي، بتهجير كل يهود اليمن إلى فلسطين مقابل حصوله على دعمهم السياسي والمالي.  كما أن أسرة إل حميد الدين استعانت بالطيران الإسرائيلي لقصف مواقع الثوار اليمنيين في ستينيات القرن الماضي.

ولذا نجد اليوم أن تحالف الزيدية الهاشمية في اليمن مع إيران هو تحالف مصلحة، فإن حقق لها المُراد فسيستمر، وإن تراجع، فسيواصلون المشوار بغيره، ولن يرتدعوا عن توجهاتهم العنصرية إلا بقيام دولة مدنية حازمة حاسمة قوية في اليمن، تقف أمام توجهاتهم الطائفية والمذهبية، وتُجرم مساعيهم العنصرية للسيطرة على خيرات اليمن، وتهديد أمن واستقرار دول الجوار.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان