عن الشهيد العقيد عبدالله السعيدي
الساعة 09:38 صباحاً

أبو الواقع 
العقيد عبدالله السعيدي 
قائد كتيبة التدخل السريع في صرواح 
أحد أهم وأكبر أذرع الشدادي من أبناء حجور الذين اعتمد عليهم كقادة وأوكل لهم أصعب المهمات.. 
كانا أبو الواقع السعيدي وأحمد أبو هادي الحجوري قادة كتيبة حجور، وكان أبو الواقع نائبا لأبو هادي، وعندما دخل أبو هادي إلى حرض مع العميد محمد الحجوري، أصبح أبو الواقع قائدا لكتيبة حجور في صرواح.. رحمهم الله جميعا..

 

التحق أبو الواقع بالجيش من سنوات، عمل مساعدا في المنطقة بسيئون، وعندما اندلعت حرب حجور في 2011 عاد وقاتل مع حجور، وبعد انتصار حجور عاد أبو الواقع إلى سيئون، وحين بدأت الحرب في مأرب التحق أبو الواقع بالجيش الوطني وكان واحدا من الضباط البواسل الذين أسسوا الجيش الوطني..
تعرف الشدادي على مقاتل من طراز نادر، فمنحه رتبة عسكرية وموقعا قياديا، وظل واحدا من  أشد أذرعه فتكا، بعد أن كان  وحدا من الذين باشروا تدريب الجيش الوطني، وظل جنبا إلى جنب مع العميد أحمد أبو هادي في صرواح. 
في وقت قياسي أصبح أبو الواقع أيقونة للبطولة والفداء والشجاعة، تن تكليفه بمهام عسكرية عدة، لم يعد من أية مهمة إلا بانتصار تام، حظي باحترام قادته وأفراده، وأصبح اسمه أسطورة من أساطير الفداء. 

شخصيا لم أكن أعرف عنه شيئا، قبل سنتين، اتصل بي عبد الغني شعلان.. 
وخلال حديثي مع عبدالغني شعلان، حدثني عن بطولات أبو الواقع، وأبو الواقع هذا علم لا يقبل النصب ولا الجر، هو مرفوع على الدوام كهامته.. 

 

قال عبدالغني شعلان، كانت معي مهمة في صرواح، وفجأة اتصل بي وزير الدفاع محمد المقدشي وأخبرني بسقوط هيلان، وأصدر لي أمرا مباشرا بإلغاء المهمة والتوجه إلى هيلان، فأمرت قواتي بالتوجه لاستعادة المواقع في هيلان، ولأنهم لا يملكون خبرة جغرافية، فقد قدموا 13 شهيدا دون إحراز أي تقدم، وفي الأثناء، أمرتهم بالتوقف، وأصدرت أمرا بإحضار أبو الواقع مع قواته، فذهبت مجموعة من قوات الأمن الخاص إلى المجمع وأحضروا أبو الواقع، وصل عندي أبو الواقع ومع 6 أشخاص، سألته أين الكتيبة قال لي هذه هي يا فندم والبقية شهداء وجرحى، أخبرته بالقصة فقال بسم الله نبدأ، وزحف أبو الواقع ومجموعته في المقدمة، ومن خلفهم كتيبة أمن خاص، وخلال ساعات استعادوا المواقع المفقودة وأخذوا بعض مواقع الحوثي، ولم يتوقفوا إلا بعد إصابة أبو الواقع ورفاقه الستة جميعا.. وكان هذا بفضل خبرة ومعرفة أبو الواقع الذي ظل لثلاث سنوات مرابطا في هيلان وحين أبعدوه وسلموا مهمته لمجموعة من ذمار سقط هيلان. انتهى .  كان ذلك قبل عامين تقريبا  وقد صاحبه ضجة إعلامية كبيرة وانتشر زامل جميل للشرعية
يا سحابة رادمة فوق هيلان
ظللي جيشي وكوني طريقة..

 

يومها سألت شعلان من هو أبو الواقع، وطبعا هذه الكنى مشكلة فحين سقط أخي صدام جريحا في أعلى السد كنت أتابع كتابات تتحدث عن أبو عدي ولم يخطر ببالي أنه أخي صدام..
المهم، قال شعلان هو من عندكم من بني سعيد من حجور 
قلت له ما أعرفه، قال هذا بطل من أبطال صرواح، وكان معنا في ذلك المقيل عبدالخالق الشيخ سكرتير عبدالغني شعلان، وكذلك محمد علي شعلان شقيق القائد ومرافقوه.. 
المهم، في الليل سألت صدام أخي ويحيى ابن عمي، هو أبو الواقع؟ قالوا عبدالله اقرد السعيدي من قرية البحاشنة، وطبعا نحن من قرية أخرى من قرى بني سعيد. 

حديث شعلان لفتني للرجل، فسألت عنه، وسمعت قصص بطولاته، وعرفت كم كان مهما بالنسبة للشدادي، وخلال سبع سنوات في مأرب، صنع أبو الواقع لنفسه أسطورة خارقة، لا يمكن أن تتحدث عن الشجعان دون أن يكون أبو الواقع في مقدمتهم، لا يمكن أن تذكر القادة الميدانيين الأكثر نجاحا دون أن يحضر اسم أبو الواقع، لا يمكن أن تفتح اللاسلكي ولا تسمع وزير الدفاع ورئس الأركان وهم يوجهون أبو الواقع يا أبو الواقع تحرك غطي على موقع كذا، يا أبو الواقع تحرك استعيد التبة كذا يا أبو الواقع عزز مجموعة كذا.. 
قبل أشهر التقيت أبو الواقع في ديوان أمين الحجوري مدير أمن حجة.. 
وخلال المقيل فتح أبو الواقع ملفا شائكا ، قال هؤلاء شهداء هيلان من أصحابي، لم يتم اعتمادهم ومنحهم أرقاما عسكرية، هذا أمر المقدشي وهذا أمر بن عزيز وهذا وهذا  .. 
وعدته أنني سوف أكتب عن الموضوع، قال لا تكتب ما ينفع يقول الجيش الوطني يبيع أصحابه لكن شف لو معك حد ينفعنا، قلت بشوف ولكني لم أتواصل به بعدها.. 
ظل أبو الواقع لسنوات، واحدة من أساطير صرواح، وحين سقطت صرواح قبل أشهر، تم تكليف أبو الواقع بأصعب مهمة بعد السقوط، وضعوه في حلق الحوثي، في مواجهة مباشرة مع المغول أمام قرية الزور، واستطاع أبو الواقع ومجموعته إيقاف تقدم الحوثي، كان حجر في الحلق، وحال دون تقدم الميليشيا من الزور إلى الطلعة الحمراء 
بالأمس عرفت أن أبو الواقع استشهد في الجوبة، تم تكليفه بمهمة في الجوبة، تحرك مع مجموعة من قواته، خاض معركته الأخيرة كأي فارس استثنائي، حوطه الأعداء من كل جانب، طلبوا منه الاستسلام، لكنه وهو الذي أذاق الحوثيين الويل طوال سبع سنوات، عز عليه أن يقع أسيرا بيد خصومه، فقاتل حتى لقي الله واقفا كما عاش واقفا..
حين رأيت صور جثته التي التقطها الهلال الأحمر، قلت: ما ينبغي لمن عاش كل هذه البطولة إلا أن يموت بكل هذا الشموخ . 
واحدة من قصص أبو الواقع.. 

 

ذات مساء، قرر أحد أفراد كتيبته، واسمه تقريبا حميد المسرحي وهو من أبناء حجور كشر، قرر حميد مهاجمة موقع الحوثي المقابل له من أجل اغتنام السلاح وتغطية احتياج رفاقه، بعد صلاة العشاء، قال المسرحي أنا طالع للحوثيين، اللي يشتي يطلع معي يتكلم، سكت الجميع، قال له قايده أبو الواقع اجلس يا مسرحي بلا جنان، لكن المسرحي كال لهم الشتائم وغادر، لحق به القائد أبو الواقع ثم لحقهم ثالث، وبعد التفاف ناجح على موقع العدو عادوا ومعهم معدل وآر بي جي وأكياس القات، وقبل أن يصلوا إلى مواقعهم قال لهم المسرحي هذه السائلة كلها ألغام، دعونا نفترق وكل واحد يسلك طريقا، وفي الأثناء انفجر لغما في المسرحي وأرداه شهيدا وظل غصة يرويها أبو الواقع ورفاقه.. 

 

وهنا أترك المجال لكل من يعرف أبو الواقع العقيد عبدالله السعيدي للحديث عنه وذكر مآثره... ولا أظن أحدا في جبهات مأرب لا يعرف أبو الواقع الذي مات شهيدا بصمت وهدوء، حتى وزارة الدفاع لم تكلف نفسها ببرقية عزاء لأهل الشهيد. 
رحمك الله يا ابن العم، عزاء قلوبنا أنك عشت بطلا ومت بطلا.
قسما بالله لم أحزن على أحد بعد حزني على القائد عبدالرب الشدادي والقائد عبد الغني شعلان مثل حزني على القائد أبو الواقع.. ومن يعرفون صررواح جيدا يعذرون لي كل هذا الحزن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان