أحداث كريتر وتزوير إعلام الإنترنت
الساعة 04:33 مساءً

لقد مرت أحداث كريتر ورافق مجرياتها تعتيم شديد من قبل الإعلام التقليدي، الذي لم يبوح بخفاياها ولم يعلن عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انفجارها، رغم خطورتها، فذلك الصراع الذي مرت أحداثه سريعا، ومع ذلك تسبب في وجود استياء شعبي كبير وترك آثارا نفسية عميقة في نفوس القاطنين في شوارع كريتر التي شهدت الاشتباكات، وقد قتل وجرح بعضا ممن وقع بين مطرقتها وسندانها، أكان مارا في الطريق أو في منزله. وقد احترقت بعض المنازل ودمرت بعض من الممتلكات العامة والخاصة.

ومن الطبيعي عند سماع اشتباك ناري في الشارع أو الحي، أول ما يبادر إلى ذهن المواطن هو تدخل الأمن الذي سيهرع لفض ذلك الاشتباك، ويوقف ذلك العبث في دقائق أو ساعات قليلة، ولكن ما حدث كان عكس ذلك، فالصراع أستمر وتجاوز اليومين وكان المتسبب فيه هو الأمن نفسه، فلم يكن ناتج عن تسلل عصابة أو خلاف بين بعض البلاطجة، بل كانت المفارقة الحزينة هي حين قام  أحد القادة في الأمن وهو يرتدي البدلة العسكرية ويمتشق هو واتباعه السلاح الناري، التابع للمكون الأمني الذي أختلف معه، ويشن الحرب عليه، وقد أختار أن تكون كريتر بشوارعها وسكانها الأمنين ساحة ومتارس لحربه ومقاومته، فحامي أمن المواطن والحريص على سلامته وسكينته تحول إلى مصدر رعب يهدد حياة الناس ويقلق سكينتهم ويحرق منازلهم ويدمر شوارعهم، ويحول مدينتهم إلى ساحة لمعركته، مدينة كريتر، التي تعتبر القلب النابض لمحافظة عدن والمتحف القديم لتاريخها ومركزها التجاري الهام ومقر السلطة السياسية !.

طالما أن ذلك القائد تقمص دور العدو، وقام بأعمال منافية لواجباته، ومخالفة للقانون، كما أنه اخترق النظام، وأثار الشغب ونشر الهلع وتسبب في سفك الدماء، فمن الطبيعي أن يحال فورا للمحاكمة السريعة والعادلة، هو ومن سانده من أتباعه أو من أقاربه، فالواجب الوطني يحتّم على القيادة السياسية في المجلس الانتقالي، أن لا تتهاون في مثل هذا العبث ولا ينبغي أن تقبل أي نوع من المساومة، بل يقع عليها أتخاذ الاجراءات الصارمة والرادعة ، حتى تمنع تكرار ما قد يؤذي الناس ويسبب حرجا كبيرا للمجلس نفسه في المستقبل .

كالعادة فقد لعب إعلام منصات التواصل الاجتماعي في الأحداث الدامية الأخيرة التي عصفت بسكان كريتر، دور ناشط، وبمستوى هابط، فلم يلتزم بقدر من الحيادية، واختار التلفيق عوضا عن التدقيق، في تحليلاته ومناشيره التي واكبت مجريات الأحداث وتلتها، فظهرت كثير من الكتابات أو مقاطع الفيديو، وللأسف بعضها نشر من بعض النخب، وكان مضمونه لا يمت للحقيقة بصلة، ويبدو أن هدف البعض منهم كان مجرد الظهور والإعلان للناس عن عصبيته المقيتة، الذي ربما أعتبرها فخرا، فلم يلامس الحقيقة بشكلا كاملا وكأنها شر مستطير على القضية، وفيها شق العصا، وهو في الواقع يدرك أن موقفه هذا هو ما يسيء للقضية، ولكن يبدو أن القضية لم تكن مركز اهتمامه، بقدر ما كان همه الظهور وذر الرماد على العيون وإرضاء الجمهور البسيط من قاصري الوعي والمتعصبين فقط !؟.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان