رسالة البركاني وردود الفعل المتشنجة.. !
الساعة 12:21 مساءً


في تعز تنامت حالة العنف حتى بلغت حدود الإفراط في استخدام أدواتها ، وصار العنف وأدواته هو السائد على كل المستويات ، وحتى أبسط القضايا تتحول إلى حالة عنف مفرطة إن لم يكن العنف المادي فهو العنف المعنوي ، وهذه الصورة النمطية هي التي سادت اليوم عن تعز أمام العالم أجمع ، وإذا تساءلنا عن السبب لقلت شخصياً أن فاشية الحوثي انتقلت لتصبح ظاهرة عامة في البلد ، فقبل الحرب التي أطلقت شرارتها هذه الميليشيا لم يكن سقف العنف مرتفعاً كما هي الحال عليه اليوم ولم يكن المجتمع بهذه الدرجة من الاستعداد للعنف لولا سلوك المؤسسات الرسمية أو المحسوبين عليها واتخاذهم في الأغلب مسارات عنفية في مواجهة القضايا والأحداث المختلفة.

قلت هذا الكلام ليكون مدخلاً لفهم ردود الفعل تجاه رسالة إيجابية وجهها رئيس مجلس النواب الشيخ/ سلطان البركاني لأهله وإخوته في تعز ، وتضمنت الكثير من الإشارات الإيجابية عن استمراره في بذل الجهود لإيقاف الاقتتال داخل المدينة ، مستندة على برقية المحافظ التي وجهها للجنة الأمنية بإيقاف الحملة وتحمل المسئولية عن النتائج، وتوحيد الجبهة الداخلية، وتوفير الذخيرة للعدو وهو الحوثي، ومتابعة المطلوبين أمنياً، ودعوة من يؤون مجرمين وقتلة بتسليمهم.
لكن استعداد البعض للعنف الذي أشرت إليه أعلاه للتعامل مع العالم أجمع يأبى إلا اكتساب العداوات وتوسيع نطاق المشكلات، وتفريغ القضايا من مضامينها وإخراجها عن نطاقها، إشارة البرلماني المخضرم سلطان البركاني لواقعة بيت الوصابي قد تكون بالفعل ليست صحيحة ولكن هل ينفي ذلك وقوع ضحايا بينما تشير التقديرات المبدئية إلى وقوع ستة شهداء واثنين وخمسين جريحاً احدى عشر منهم في حالة خطرة في أوساط المدنيين، فهل هذا الرقم لا يستحق منا التركيز على المقصد الذي تتضمنه الرسالة وهو الإيقاف الفوري للاحتراب الداخلي في تعز؟ لنتمسك بالجدل الذي لا يراه مهماً سوى المزايدين.
في آخر الأمر توقفت الأحداث والظاهر أن (المطلوبين أمنياً) كانوا خرافة من ابتكار المستفيدين من هذه الصراعات التي تعمق الجراح وتحدث التشظي بين أبناء المدينة الواحدة وأصحاب القضية الواحدة.
وعوضاً عن هذا كله سنجد الكثير من الأكاذيب على سطح الأحداث في تعز وبصورة مستمرة كشائعة قناص المظفر لتبرير استهداف المسجد، والقناص الجزائري المحترف الذي نشرته ناشتة معروفة، وكذبة الاتفاق الموقع التي تعاطى معها رئيس الدائرة الإعلامية لأحد الأحزاب ونشرها دون أن يأبه لدلالاتها، وكذبة تسليم المطلوبين التي نشرها رئيس فرع حزب آخر ووردت على صفحة إدارة الأمن الرسمية، وانخراط من لهم صفة رسمية كمدير عام الإعلام في معمعة التهجم اللامسئول لكن ذلك قد يكون مرده لعدم استحقاقه لمنصبه فهو ليس إعلامياً ولم يشتغل في هذا المجال مقالاً واحداً، ومثله قيادي عسكري آخر لا يتوجب عليه بالمطلق الخوض في القضايا العامة لما لذلك من أثر سلبي.
هذا كله يؤكد ختام رسالة البركاني حين قال صار الجميع يشعر بالحرج وباعتقادي أن ذلك صار أكثر وضوحاً الآن، فما إن يبادر أحد مسئولي الدولي للالتفات لما يحدث في تعز حتى تنبري بالهجوم عليه ألسنة حادة ومؤذية تجهل الفرق بين السياسية والثرثرة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان