الاسراف في التكتيك، يفقدنا القدرة على تحقيق الأهداف، لقد بالغنا في تضخيم ما هو مختلف عليه فيما بيننا، وها نحن بسبب غلونا في تأصيل الأدنى مكانة ومنزلة في هذه المواجهة التاريخية نقترب من واقع تتحدد بعض ملامحه خلافاً لإرادتنا المشتركة، واقع يحاول العدو أن يكرر فيه مسارات تاريخية سابقة، اصطدمت دائماً بخيار الرفض من الشعب اليمني حتى وإن تلفعت بلباس الدين.
وحتى نتجنب المزيد من الخسائر في معركتنا المصيرية مع الحوثيين وإيران، ينبغي عدم الاستخفاف بما حدث ويحدث في الضالع والبيضاء، ولكن دون تهويل يربك خططنا، فالتحولات في سير المعارك العسكرية تصنع تحولات أخرى في فضاء السياسة، يسرق العدو من تحت أقدامنا الأرض والأخطر من ذلك أنه يسرق أهدافنا، ويقود معركته تحت ذات الشعارات التي نرفعها في معركتنا لاستعادة الدولة. ليس لدينا خيارات أخرى غير خيار النصر، أو العيش الذليل في ضل عبودية عنصرية سلالية.
كل المعارك كرٌ وفرٌ، إقبالٌ وإدبار، والانتظار الطويل على خطوط التماس، دون الاقدام على مهاجمة العدو مع وجود القدرة عدداً وعتاداً، مضاره بدت الآن واضحة، تكتيك لم تثبت نجاعته، وما يحدث في جبهة الضالع والبيضاء سيتكرر في جبهات أخرى. ومن الغفلة أن نهمل المتغيرات، كل المتغيرات، حتى وإن بدت قليلة الشأن.
دون الاستعداد للمواجهة الشاملة وعلى كل الجبهات موحدين، لن تجد أهدافنا طريقها للتحقيق، أن شرف القتال دفاعاً عن الضالع والبيضاء ويافع كشرف القتال في كل الجبهات، وعلينا في ذات الوقت دراسة أسباب الانكسارات الأخيرة، رغم أنني متأكد أن السبب الجوهري الذي تتفرع منه كل الأسباب، إنما يعود إلى غياب استراتيجية تحرير متوافق عليها، وعلى أهدافها، وعلى ما بعدها، تزامن مع إدمان في التكتيك مخالف لقواعد الاشتبتاك والحرب في المعارك المصيرية.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
نحو استعادة الشرعية: ميلاد تكتل سياسي جديد يعيد بناء الدولة
-
ناشطة يمنية تثير الجدل بدفاعها عن المثليين: خطوة جريئة نحو أوروبا
-
تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور)
-
حادث لايصدق في صنعاء.. سيارة تعتلي أخرى وكأنها مشهد من فيلم خيالي
-
كشف المستور: بريطانيا تُعيد فتح ملف اغتيال الرئيس الحمدي وتثير جدلاً واسعاً
-
شاهد.. أب يطلب من أبنائه حضور عزيمة لأجل أحد أصدقائه.. وعندما ذهبوا كانت المفاجأة
-
البيض: صيف سياسي ساخن يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة