فرح الأفغان اليوم .. فمتى سيفرح اليمنيون؟!
الساعة 02:13 مساءً

فرحة عظمى في هذا اليوم العظيم  للشعب الأفغاني الشقيق، يوم تحررهم من الاستعمار الأمريكي والغربي.. والاستقلال الكامل بمغادرة آخر جندي أمريكي من أرض الأفغان ..

فمتى سيفرح اليمنيون باستعادة بلادهم ودولتهم؟!

قريبا أيضاً نحن اليمنيين سوف نفرح أيضاً ونحتفل بتحرير منشأة وميناء بلحاف.. وستكون محافظة شبوة أول محافظة يمنية تتحرر بالكامل ويحكمها أهلها بعيداً عن أي هيمنة خارجية أو داخلية تحت راية الجمهورية اليمنية وبأبطالها وجنودها وقبائلها بقيادة محافظها البطل محمد بن عديو.

في المرحلة الأولى للإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قلة مستضعفة يعانون من ظلم المشركين وإيذائهم وحصارهم .. حدثت معركة في أقصى جنوب الجزيرة العربية على بعد آلاف الكيلومترات بين أكبر دولتين في ذلك الزمن (فارس والروم).. انتصرت فيها فارس .. كان الفرس دينهم المجوسية يعبدون النار.. وكان الروم دينهم النصرانية أهل كتاب رغم انحرافهم عن دينهم الحق ..

يومها فرح المشركون لأن الفرس أقرب إلى دينهم الوثني .. وحزن المسلمون لأن الروم أهل كتاب ولهم نبي مرسل مثل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

نزلت سورة كاملة سميت بسورة "الروم" تخفف من حزن المسلمين ، وتبشرهم بأن الأمر لم ينته وأن الروم سوف يعيدون الكرة وينتصرون .. وأن ذلك منحة ربانية وبشارة من ربهم لهم .. وأنه تدبير إلهي ونصر من الله سوف يفرح به المؤمنون .

 

تأملوا هذه المعاني في قوله تعالى: " الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ،فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ".

اليوم هناك شعب مظلوم تم احتلاله وتدميره وقصفه وقتل وجرح مئات الآلاف من رجاله ونسائه وأطفاله بمختلف أنواع الأسلحة وبمئات الآلاف من جنود الاحتلال الغاشمة ومن أقوى دول العالم عسكرياً واقتصادياً ، بدون ذنب منهم ولا جريرة إلا أنهم مسلمون فقط ، وهو ما صرح به رئيس أمريكا يومها بوش حينما أعلن "عودة الحرب الصليبية" هكذا بكل صفاقة، ثم لما لامه مستشاروه أن ذلك سوف يهيج مشاعر المسلمين ضد أمريكا عاد واعتذر عن ذلك.

إلا أنه في تصريح آخر أكد أن هوية الحرب "الصليبية" وقال: " إن تركنا الإسلاميين يسيطرون على دولة واحدة، فإن هذا سيستقطب جموع المسلمين مما سيترتب عليه الإطاحة بجميع الأنظمة التابعة لنا في المنطقة، وسيتبع ذلك إقامة إمبراطورية إسلامية من إسبانيا الى إندونيسيا".

 

دعوكم من هذا التنظير الإيديولوجي الذي لن يعجب البعض .. خلونا نتكلم بلغة الأمم المتحدة ومصطلحاتها.. في أمور لا يختلف عليها أحد مسلم أو غير مسلم .. هناك شعب محتل وهناك قوات احتلال.. وهناك مقاومة استمرت لعشرين عام انتصرت في الأخير وحررت بلادها وأرضها .

كل أحرار العالم ومثقفيه يعتبرون أن انتصار المقاومة الفيتنامية على الاحتلال الأمريكي هو أحد الملامح المشرقة في التاريخ المعاصر، وبعضهم يجعلها مناسبة للاحتفال والإشادة بانتصار الشعوب الحرة المظلومة على الاستعمار والامبريالية. رغم أن المقاومة الفيتنامية هي حركة شيوعية بلشفية متطرفة ومثال للاستبداد والاستعباد للشعوب، ولما انتصرت أقامت حكومة وسلطة بلشفية صارمة ليس فيها مشاركة ولا حرية رأي وتعبير ولا ديمقراطية ولا أي حق من حقوق الإنسان كما هو معروف في دول المنظومة الشيوعية. ولا زالت فيتنام الشمالية إلى الآن بعد خمسين سنة من تحررها تعاني من نفس الديكتاتورية الاستبدادية وتعاني كل مظاهر التخلف والجهل والفقر ورغم سقوط الأيديولجيا الاشتراكية في عقر دارها وفي أغلب مناطقها .. إلا أن الوضع في فيتنام الشمالية لا زال بائساً كما كان من خمسين سنة.. فكل مظاهر الانفتاح العالمي في يومنا هذا فلا يتجرأ أي إنسان على زيارة هذه الدولة خوفاً وقلقاً حتى لو كان من أنصارها ومؤيديها.

اعتبروا المقاومة الطالبانية مثل حركة التحرير الفيتنامية.. واعتبروا الشعب الأفغاني مثل الشعب الفيتنامي.. واحتفلوا أيها الرفاق القدامى بانتصار شعب حر مستعمر على مستعمريه وجلاديه، كما تحتفلون بانتصار الشعب الفيتنامي إلى الآن وتعتبرونه مثالاً لانتصار الشعوب الحرة.

انسوا أن الأفغان شعب مسلم محافظ على هوينة وقيمه ودينه.. اعتبروهم مجرد شعب حر كباقي شعوب العالم.

 

متفائلين بهذه المناسبة بتحرر جميع الشعوب العربية والإسلامية وتحرر بلادنا من كل أشكال الهيمنة والاستبداد الداخلي والخارجي ، وعودة السعادة إلى اليمن السعيد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان