هل تريد الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء الحرب في اليمن، أم تسليم اليمن للحوثيين؟
الساعة 06:33 صباحاً

قبل أن يجلس بايدن على كرسي البيت الابيض ، قرر إزالة جماعة الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية ، وهو يعلم أن هذه الجماعة تمارس أشياء تتطابق مع أي تنظيم إرهابي ، فهي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية وتستخدم الاختطاف كأداة حرب ، وترتبط بالحرس الثوري الإيراني الذي تعتبره الأمم المتحدة منظمة إرهابية.

لا يمكن لبايدن أن يتخذ مثل هذا القرار جزافا أو اعتباطا ، وإنما بناء على أن الأمن القومي للولايات المتحدة غير مهدد من قبل الحوثيين ، وهذا يبرر إلغاء الحوثيين من قائمة الإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب وعقوبة الإعدام ، وأن شعار الموت لأمريكا ماهو إلا غسيل للعلاقة السرية مع امريكا.

والسؤال الآن : إذا كانت إدارة بايدن تريد إنهاء الحرب في اليمن ، فلماذا ، أزالت أوراق الضغط على الحوثيين ، ولماذا أضعفت خصوم الحوثيين من خلال القرارات التي اتخذتها ضد التحالف ، ولماذا تحاول ممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية على الشرعية وفرض حلول عليها خارج الدستور وخارج القرارات الدولية؟

لماذا تريد إدارة بايدن من خلال توجيه الأمم المتحدة لمراجعة القرار 2216 , الذي يعترف بالشرعية ويدعو الحوثيين إلى تسليم أسلحتهم والانسحاب من المدن ، ولماذا تضغط إدارة بايدن على المملكة العربية السعودية لتوقيع اتفاق مع الحوثيين؟ أليس ذلك يؤدي إلى تقديم الحوثيين إلى بقية دول الخليج والاعتراف بهم كممثلين لليمنيين؟

أليست إدارة بايدن تقود اليمنيين إلى خيار غير معقول ، فهي تريد تسليمهم للحوثيين ومن خلفهم الحرس الثوري وذلك يعني أنها تصنع جماعة على غرار حزب الله في لبنان ؟ وهل تعي هذه الإدارة أن خلاف اليمنيين مع الحوثيين ليس خلافا سياسيا ، بل خلاف حول زعم هذه العصابة الإرهابية بأنها تملك تفويضا إلهيا بحكم اليمنيين ، وأن نظرتها إلى السلام ، تعني تسليم اليمنيين بحكمها لهم والدخول تحت سلطتها؟

ولمواجهة ذلك ، كيف يمكن للقائمين على الشرعية أن يدفعوا باتجاه توافقات دولية في صالح اليمن ومشروعها الديمقراطي القائم على الإرادة الشعبية ، وجعل المجتمع الدولي يعي أن الصراع ليس سياسيا حتى يذهب اليمنيون نحو التفاوض وإنهاء الحرب ، بل هو صراع وجودي يقوم على وهم عصابة الحوثي بأنها تستمد حكمها لليمنيين من الله ، وأن السلام يتحقق حينما تتخلى هذه العصابة عن أوهام الاصطفاء والإمامة؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان