قبل عدة سنوات مرت مؤسسة المياه بعدن بأزمة مالية وصعوبات في توفير ميزانيات التشغيل والوقود ورواتب وعلاوة النوبات والصيانة ..الخ

استدعاني حينها المدير وقال لي مع الابتسامة( يا هيج يا إعلامي المؤسسة عرفناك تناقش قضايا وأوضاع عدن الذي أنت مهوس بحبها. 

اليوم عدن باتشوفك انت وزملائك الإعلاميين ورؤساء الصحف كيف باتكون مواقفكم..نريد نعمل اعلانات صغيرة مبوبة في الصحف ندعو فيها القطاع الخاص والعام والمواطن على ضرورة مساعدتنا بدفع الفواتير واستمرار نشاط المؤسسة فنحن على وشك التوقف تماما والناس يحتاجون مياه.

سنمنحك رسائل لرؤساء تحرير كل الصحف والجرائد والمواقع والنشرات الخاصة لينشروها لنا بالمجان لحين تحسن وضع المؤسسة المالي) 

وافقت على طول واخذت أيضا رسائل للمساجد ومدراء المديريات وعقال الحارات كانت حملة اعلامية قمت بها لوحدي في ظروف قاسية فلا سيارو ولا علاوات ولا مكافآت الا شي بسيط للمواصلات.

انطلقت لكل الصحف الرسميو والخاصة طبعا بعضهم اعتذروا لأسباب خاصة ربما لا يوجد لديهم حيز او لالتزامات مع مواطنين ومؤسسات لنشر إعلاناتهم فلم نسيئ الظن ولن نفتش في نياتهم ولم ناخذ منهم أي موقف على العكس هم زملائنا تربطنا محبه واحترام وظلينا سنوات طويلة نعمل سويا في بلاط صاحبة الجلالة.

توجهت إلى صحيفة عدن الغد واستقبلني الزميل فتحي بن لزرق رئيس التحرير الذي رحب بي ونقلت له تحيات قيادة المؤسسة وشرحت له الموضوع

يشهد الله ابتسم الرجل بحماس وقال الله المستعان هذه عدن وهذه مؤسسة المياه تخدمنا جميعا وعلى طول وأعطى توجيهاته من ثاني يوم فقط والاعلانات على صدر الصحيفة وكل زواياها وإعلانات مبوبة صغيرة اعطيناهم نماذج منها.

لمدة شهر كامل قسما بالله والاعلانات تنشر للمؤسسة وبالمجان ومازلت احتفظ بعدد كبير منها ، وفي موضوع آخر وفي اعتداء على بئر أحمد استدعاني مدير آخر للتنسيق مع الأخ فتحي بن لزرق للنزول معنا إلى الموقع.

وتواصلنا معه واتفقنا فكان في سيارته الخاصة يمشي بعدنا أنا والمدير العام ، وقام الأخ فتحي بتصوير الموقع وأخذ تصريحات من المدير والفنيين ويومها نشرت الصحيفة تقرير كامل وكذلك أنا نشرت مقالا حول الموضوع.

فعلا عمل كبير محترم يشرح الصدر يقوم به بن لزرق...تجاوب صحفي ومساهم مع قضايا عدن قولا وعملا ، كل الشكر للزميل فتحي بن لزرق ومهما اختلفنا معه في بعض آرائه فهذا طبيعي وهذه صحافة حرة وللناس آرائهم.

بالمناسبة عدن الغد من أكثر الصحف التي تهتم بنشر كل الآراء وكل الأحزاب وكل الإعلاميين بشتى انتمائاتهم وهذا التنوع الحر يحسب للصحيفة وقيادتها ويمنحها قوة التأثير والتوجه الحر.

ولا أنسى هنا اقدم تحياتي واحترامي لكل الصحف التي في عدن ورؤساء التحرير وكل زملائنا الإعلاميين بمختلف توجهاتهم فكلنا على سفينة واحدة نسعى إلى انهاض الحبيبه عدن.. فالتعاون مطلب هام لبلوغ الأهداف المرجوة.

مسائكم محبة واحترام