لك الله يا يمن
الساعة 08:58 صباحاً

تخيل عزيزي، وأنت موظف في القطاع الحكومي قبل ولادة عبدالملك الحوثي، ومنذ سبع سنوات وراتبك مبتور بسبب حروب الحوثيين، فيما أصغر هاشمي في صنعاء المحتلة يتحدث عن عقاراته وملايينه بشيء من الضجر.

بعد أن تتخيل، تسمع عبدالملك الحوثي - الذي تنشر صحيفة الثورة صورته في الصفحة الأولى بزعم وصفه سيد اليمانيين والهاشميين معًا، يتحدث عن ”تصفية” الكادر الوظيفي للدولة، واخراج المندسين منه.

كيف يمكن ليماني أن يكون مندسًا في الوظيفة ؟ أين دُس، وكيف؟ وما وجه الإندساس، وكيف سيتم التعامل معه قانونًا، ما هي المادة القانونية التي توضح الاندساس وطبيعته

بالطبع لا قانون في المسألة برمتها، فعبدالملك الحوثي يترجم فقط الطبيعة العنصرية الاستعلائية التي تلقاها في حياته القذرة، وقد أخذ كل وظيفة غصبا متكئًا على مجتمع الفارسيين الهاشميين داخل اليمن، وعقب استكانة المناطق الخاضعة لسيطرته إلى سلطته العنصرية دون مقاومة، ستبدأ موجة النزوح الداخلي من المدن إلى الأرياف، واستعادة مجتمع الإمامة الذي لا يقبل أن تكون المدن لغيرهم.

الجريمة ضخمة بحجم اليمن، والتصفية الوظيفية قتل معنوي لمئات الالاف من الموظفين الإداريين، وتسريح مؤلم لكل ”مندس” من اليمانيين داخل المدن.

يحاول عبدالملك الحوثي الحصول على لقب سيد، وهي صفة كبيرة لها استحقاقاتها الأخلاقية القاسية وشروطها العسيرة، ولا ينالها إلا من تخلق برحمة واجبة، واحترام لكل ضعيف.

عبدالملك الحوثي لا يستطيع التحول إلى انسان، مجرد ذئب مسلح، كل أمر فعله بالأمس وسيفعله في الغد سيحيل حياة من هم تحت رحمته إلى جحيم.

لك الله يا يمن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان