أعوام تأتي وتمضي والمسلمون في غفلة وحروب فهل من خلاص
الساعة 03:56 مساءً

قوانين الله وُسننه ماضية فينا دون محاباة، هاهي بصائر تراها وتعيشها أمة الإسلام من طنجة لجاكرتا، حروب تحصد الأنفس، وكراهية وبغضاء، بين شعوبها ودولها وداخل الشعب الواحد، بل وداخل القبيلة الواحدة والبيت الواحد، قوانين القرى وسنت هلاكها تسري علينا، فحساب الدول والشعوب والمجتمعات يكون هنا في الدنيا عبرة، بلاء وكوارث، وحروب وانهيار لدول وحضارات، بما كسبت أيدي الناس من فساد في الأرض وظلم للأنفس،وحسابنا كأفراد يكون هناك في الآخرة حين نأتيه فُرادى، وتُرفع موازين عدله، وليس لنا من أمرنا شيئ.

ما يحدث لنا نتاج ظلمنا لأنفسنا، وبما نعمله كأمة، فلقد غيرنا نِعَم الله علينا ودينه، ولم نُغَيّر أنفسنا.

ندعو في بيوت الله ومساجده لغيره ونذكر فيها غيره، فهاهو هتاف "ياحسيناه" يزين المساجد ويصدح فيها بالنداء، والله أمرنا بعدم فعل ذلك، فمساجده وبيوته لا يذكر فيها سواه، بدلنا دين الله بدين المذاهب والأشخاص والمشايخ، تركنا كتاب الله واستبدلناه بكتب الفقهاء والملازم، أمرنا بالمحبة ومارسنا الكراهية، أمرنا بالوحدة ومارسنا الفرقة، أمرنا بعدم اتباع الشيطان فاتبعناه، أمرنا بالعدل والقسط فمارسنا الظلم والقهر، على أنفسنا وأهلنا، وشعوبنا، أمرنا باعلاء واتباع كتابه، فأعلينا واتبعنا كتب فقهائنا وأحزابنا، أمرنا الله بعبادته فعبدنا وسوسة الشيطان وأهوائنا.

حرّم علينا محرماته وعدّها وفصلها بكتابه، فأضفنا وعدّلنا، وحرّمنا من عندنا، حرّم علينا التقول باسمه والكذب فتقولنا وكذبنا، حرّم رسول الله (ص) التقول عليه فتقولنا وبدلنا وكذبنا، بيّن الله لنا صراطه وسبيله المستقيم، وهدانا إليه، فتركناه واتبعنا السُبل فتفرقت بنا، جعلنا لرسوله ونبيه ابناء، والله يقول غير ذلك، جعلنا للأولياء والائمة قداسة أسمى من قداسة الله والرسول، جعلناهم وكتبهم وأقوالهم، مركز الدين ونوره وهديه، بدلاً عن الله وكتابه ونوره وهديه، مارسنا التعضية لكتاب الله وتأويله في غير مراده، لخدمة أهوائنا ومصالحنا، فجعلنا الإمامة والوصية والولاية دين وعبادة، ولا أصل لها ولا وجود في دين الله الحق.

كنزنا المال وجعلناه دُولة بين الأغنياء، نشرنا الطبقية بين الناس، ونسينا الأصل الواحد لهم، والينا اعداء الله والدين والأوطان، والشيطان وعنصريته، ولم نوالي الله ورسوله والمؤمنون. ولو رصدنا ما يمارسه الكثير من المسلمين، مما يخالف دين الله وكتابه، لامتلأت الصفحات والكتب، وها نحن اليوم نحصد ممارسات قولنا وفعلنا واخطائنا، وبُعدنا عن الدين الحق، نقتل بعضنا بأيدينا، ونهدم دولنا وأوطاننا بأيدينا، ونُبيد شعوبنا بأيدينا.

قوانين الله وسُننه تسري فينا، وليس أمامنا غير قوانين الله وسُننه، تخرجنا من كل هذه المآسي، فلنُغَيّر أنفسنا، ونستعيد دين الله وكتابه، ونسلك صراط الله المستقيم، ونستعيد المحبة والأخوة والإنسانية المفقودة.

هذه طريق خلاصنا ونجاتنا لنستقبل عامنا الهجري القادم، ونحن نسير نحو الله بدينه وكتابه، لنمارس العبادية له والاستخلاف الذي أمر، وننقذ شعوبنا وأوطاننا من الهلاك.

علينا اليمنيين الوقوف مع شرعيتنا ومشروعنا وتحالفنا،لنستعيد جمهوريتنا، وثورتنا، ودولتنا، ووطننا، ومشروعنا، من تآمر الانقلاب بأدواته ورُعاته.

وكل عام وانتم بخير وإلى خير.

د عبده سعيد المغلس

١ محرم ١٤٤٣

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان