الدين المخترق من المخابرات
الساعة 01:25 صباحاً

سافترض جدلا صحة نظرية المؤامرة التي تقول ان وراء "الإرهاب الإسلامي" مؤامرةً استخباراتية تقودها "المخابرات العالمية" لتشويه سمعة الإسلام.
والسؤال المحرج هنا، لماذا اخترقت المخابرات دين الإسلام دون غيره من الأديان، بدلا من تجنيد انتحاريين مسيحيين أو يهود أو بوذيين؟
ألا يعني اختيار الإسلام ليكون قاعدة للارهاب العالمي(على افتراض صحة نظرية المؤامرة المخابراتية) أن هناك مشكلة خاصة بهذا الدين هي التي جعلته هدفا سهلا ورخيصا للاختراق؟
أليس هذا الدفاع البائس عن الإسلام هو بحد ذاته اتهام للاسلام أنه الدين الأكثر قابلية للاختراق من قبل المخابرات والعصابات والأنظمة السياسية؟
أليس هذا "عذرا اقبح من ذنب" يصور الإسلام دينا فاقد المناعة، مهتز الأركان، ووسيلة رخيصة للتوظيف والاستغلال؟
وإلا لماذا لم نجد مخابرات مماثلة تختطف المسيحية أو اليهودية وتجند انتحاريين لهز الأمن والسلم العالمي.
سافترض مرة أخرى أن التفجيرات الإرهابية الإسلامية صناعة استخبارات جمعت الارهابيين المسلمين وجندتهم لتفجير انفسهم في التجمعات المدنية، لماذا كان المسلمون وحدهم الهدف القابل للتجنيد كارهابيين؟
أليست هذه إدانة أخرى المسلمين، من حيث أردنا أن ننصفهم؟ إدانة تقول ان المسلم هو الاقرب من غيره للتحول إلى قنبلة كراهية وموت ودمار؟
اعرف ان "الجرح النرجسي" عميق ونازف..
لكن لا مفر من مواجهة لحظة الحقيقة..
لبس الإرهاب الإسلامي مؤامرة خارجية بقدر ما هو نتيجة حتمية لتخلفنا الفكري والديني والأخلاقي والسياسي.
فلولا جذور الإرهاب والعنف في تراثنا الديني لما كنا البيئة الخصبة لأخطر ظاهرة إرهاب في القرن الحادي والعشرين.
ان تغلغل جذور الإرهاب في تراثنا الديني  هو الذي يجعل موقفنا من الإرهاب متذبذا ومتناقصا وميالا إلى التعاطف مع الإرهاب وتبريره بدلا من رفضه واتخاذ موقف أخلاقي وسياسي وفكري واضح ضده.
سافترض ثالثا أن المخابرات اختطفت الإسلام(و يا لها من فضيحة دينية تاريخية لو حدث هذا)، لنتحرك اذا لإنقاذ ديننا من هذه النسخة المخابراتية القبيحة.
أليس غريبا أننا نتهم المخابرات بالمسؤولية عن الإرهاب الإسلامي، وفي نفس الوقت تبرر هذا الإرهاب ونتعاطف معه ونمنحه الغطاء والشرعية؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان