إشكالية العقل العربي المسلم
الساعة 03:14 مساءً

العقل العربي المُكَوَن تحكمه أغلال ثقافة الفردية والأحادية، وغيبة فكرة الحرية كقيمة، والفقه المغلوط، وكل مشاكلنا ومعاناتنا وحروبنا وتخلفنا نتيجة تقييد وتغييب العقل بهذه الأغلال، ولن يتم استعادة العقل ودوره دون التخلص من هذه الأغلال، وذلك بتصحيح الثقافة الُمكَوِّنة للعقل، وعودتها إلى المركز الأساس قول الله في كتابه العزيز، لأن الله حي قيوم، وكلامه في كتابه العزيز موجه لأحياء، ونحن أحياء علينا فهمه وفق واقعنا ومعارفنا ومشاكلنا، أما الرأي(الفقه) كان فهم لكتاب الله لأحياء، عاشوا زمانهم ومكانهم ومعارفهم ومشاكلهم، وهم في نظرنا أموات، ومعرفتهم نسبية ومحدودة بزمانهم ومكانهم ومعارفهم ومشاكلهم، فهم وفقههم بالنسبة لنا "أمة قد خلت"، فهم يمثلون لنا بتاريخهم وثقافتهم وفقههم "عبرة وموعظة"، كعبر القصص القرآني للأنبياء والأمم السابقة، ولا يمثلون لنا منهج حياة نواجه به عصرنا ومشاكله، بينما الله سبحانه مطلق المعرفة، لا يحده زمان ولا مكان، وكلامه خطاب للناس كل الناس فِي كل زمان ومكان، فقوانينه في الكون والإنسان، والوجود والطبيعة، وكل خلقه ومخلوقاته، متاحة لكل من يحسن قرائتها وقراءة قوانينها، لزمانه ومكانه ومعارفه ومشكلاته، وفقاً لأول أمر خاطب الله به الإنسان، في كتابه العزيز "إقرأ " في سورة العلق، فهذه الكلمة هي مفتاح المعرفة الإنسانية والكونية، في قراءة الخلق وقراءة العلم.

ولن تُحل إشكالية العقل العربي، سوى بكسر الأغلال الُمكَوِّنة له ولثقافته، وربطه بدين الله الحق، كمكون أساسي لثقافة الإنسان المسلم، وربطه بمركز دين الإسلام، كتاب الله، ليقراءه قراءة معاصرة لزمانه ومكانه، بعقله ومعارفه ومشاكله، ليبدع في إيجاد فقه معاصر، يستوعب حضارة الإنسان المعاصرة، ويعالج مشاكلنا وأزماتنا كعرب ومسلمين.

د عبده سعيد المغلس

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان