ستظل تونس ملهمة لكل ثورات الربيع العربي

من الخطأ النظر لما يحدث في تونس مقارنه لما يحدث في دول أخرى ،لكل دوله تجربتها الخاصه في تقييم واقعها بناء على المعطيات الواقعية التي تحكم عمليه التغيير فيها وإن كان هناك تشابه في بعض المعطيات بين الدول .

تونس خاضت تجربه ديمقراطيه من افضل التجارب في الربيع العربي واتوقع كانت الصدمه الاخيره التي قام بها الرئيس التونسي ضروره واقعيه لإخراج تونس من ازمتها السياسيه والصراع الذي تولد بين مكوناتها وهو صراع واقعي له معطياته ومن الخطأ اختزاله في الذهاب الى تفسيرات احاديه المنهج .

 هناك اشكالات واقعيه أثبتها طبيعة نظام الحكم الذي أقره الدستور التونسي والذهاب إلى إقرار النظام البرلماني في مرحلة بناء الدوله بعد ثوره شعبيه وهو نظام غالبا لا ينصح كثير من الخبراء الذهاب إليه مباشره في الدول التي ما زالت الثقافه الديمقراطيه فيها غير متأصله بشكل أكبر والتي غالبا ما تحتاج إلى نظام رئاسي مع إحداث توازن في صلاحيات السلطات التشريعيه والتنفيذيه والقضائية وزياده نسبه نظام الديمقراطيه التشاركيه وتوسعه صلاحيات المحكمة الدستوريه وآليات تشكيلها واعتقد أن تونس بحاجة إلى استكمال تجربتها في المسار الديمقراطي للفصل في ما افرزه الواقع من اشكالات عمليه تم اختبارها واقعيا بحيث يتم إحداث أي تغييرات ضمن هذا المسار وضمن الحفاظ على المسار الديمقراطي والمرجعيه الدستوريه بحيث لا يسمح للرئيس قيس سعيد البقاء في الإجراءات الاستثنائية أكثر من الثلاثين يوم التي حددها له الدستور لان احترام الشرعيه الدستوريه وإنتاج كل الحلول ضمن إطارها هو الضامن الوحيد لان تفضي هذه التغييرات التي لجأ إليها الرئيس لبقاء تونس في مسار التغيير والذهاب إلى إصلاحات سياسيه واقتصادية جديده تنطلق من واقع تونس وبغير ذلك لن يكون إلا عوده لحكم الفرد من جديد وهو الذي لا اتوقع ان يلجأ إليه الرئيس التونسي بالاضافه الى نضج المكونات التونسيه وحيويتها ودورها في الواقع التونسي التي لن تقبل به أن يعود من جديد. 

 فالحفاظ على مسار الشرعيه الدستوريه والاجتهاد ضمنها أو إحداث تغييرات ضمن إطارها هو الضامن لاستكمال عمليه التغيير في تونس في إطارها الصحيح ودون الذهاب الى إقصاء أي مكون من مكونات المجتمع بل الذهاب الى محاسبه ومحاكمة الفاسدين من أي طرف كان .

ستظل تونس ملهمة لكل تجارب الربيع العربي .