الحياة الحزبية والسياسية هي انعكاس لمستوى الوعي المجتمعي.. ولما كانت القبيلة هي المكون المسيطر على العقلية اليمنية فإن انعتاق الحزب من رداء القبيلة مهمة شاقة وعسيرة.. بمعنى أنه يمكن أن نستبدل لافتة القبيلة بلافتة جديدة اسمها الحزب الفلاني، رغم التنوع العرقي لمنتسبي الحزب.. ولكن يجمعهم عقلية القبيلة التي تتخذ عصبية الانتماء مؤثراً رئيساً في قراراتها.
ولان القبيلة كان مبناها على عصبية الانتماء والدم.. فإنها أظهرت قدراً كبيراً من الليونة في ثورة 11 فبراير وتخلت عن سلاحها وعصبيتها في سبيل الصالح العام للوطن.. وربما تكون من هذا الجانب قد تفوقت على بعض الأحزاب السياسية التي لا تزال تتعصب لأهدافها الضيقة.
صحيح أن توافق الأحزاب على مخرجات الحوار الوطني قد أظهر قدراً كبيراً من الوعي الوطني.. لكن لا تلبث أن تظهر بعض الأحزاب على حقيقتها عند أول امتحان يمر بالوطن كما حصل إثر انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية وتفرقت الأحزاب شذر مذر.. وتقاذفتها أمواج الخليج إلى شطآن لم تكن في حسبانها.
ما يعنينا هنا هو المستقبل.. كيف يمكن إنشاء أحزاب تتبنى الخيارات الوطنية بعيداً عن المزايدات الفارغة؟!
في ظني أن الحزب الناجح لا بد أن يتمثل جانبين : الجانب النظري والجانب التطبيقي..
الجانب النظري ينبغي أن يقوم على دراسات علمية محكّمة للأهداف والخدمات التي يتوخى الحزب تنفيذها وطنياً لا مجرد شعارات فارغة من أجل كسب القاعدة الشعبية فالصحة والتعليم وسائر مجالات التنمية هي قطاعات ضرورية تحتاج لأكثر من حزب لتنفيذها، بشرط الصدق والتكامل.
والجانب الثاني هو الجانب التطبيقي التنفيذي وهو الامتحان الذي يسقط فيه الحزب أو ينجح.
الأهم من ذلك كله هو أن تسعى وزارة التربية والتعليم إلى إدخال مادة الفقه السياسي، وتنشئة جيل يعي معنى الحزبية البناءة، وكيف يكشف الشعارات الفارغة وألا ينساق خلفها كالقطيع الذي لا يعي أنه يساق إلى المقصب الحزبي.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
شركات الصرافة تفاجئ الجميع بتسعيرة جديدة للدولار والعملات الأجنبية!
-
أسعار جديدة لتذاكر طيران "اليمنية" إلى كافة وجهات السفر الخارجية.. بالدولار والريال السعودي
-
نحو استعادة الشرعية: ميلاد تكتل سياسي جديد يعيد بناء الدولة
-
بالصور.. مصير جرافة القذافي "الأضخم في العالم"!
-
رحيل ناصر اليماني؟ جدل واسع حول وفاة "المهدي المنتظر" اليمني دون تأكيد رسمي
-
الإمارات تحظر على غير الإماراتيين التحدث باللهجة الإماراتية والكشف عن السبب
-
كانت تطارد زوجها الخائن … شاهد: شرطي سوري يكشف سبب قفز امرأة داخل سيارة أجرة وسط شارع في دمشق