معالي الوزير و الصبي الموهوب
الساعة 02:22 مساءً

تبقى بعض القصص الإنسانية اليومية قريبة من القلب و الوجدان لأنها اختراق لحواجز المرحلة الصعبة في زمن الكورونا و الحروب 

البارحة اتصل بي الأستاذ عبدالقادر بركات و هو موسيقار مرموق و قد تعرفت عليه في فترة التحضير للمؤتمر العلمي الثاني لجمعية إطباء القلب عدن عندما جهزت نشيدا من تأليفي و كنت أطمح إلى ملحن يمنح الكلمات لحنا كوراليا و نحن الذين ننتمي إلى أيام الزمن الجميل و ايام عبدالوهاب في مصر و احمد قاسم و العطروش و بن غودل في عدن  


و الاستاذ بركات موسيقي معروف وهو نائب عميد معهد الفنون الجميلة في عدن لكنه يعيش وضعا معيشيا صعبا 

اتصل بي الرجل ليروي لي قصة ابنه ماجد الذي تحصل على منحة دراسية في مجال الموسيقى في جمهورية مصر العربية و هو خبر أثلج صدور الأسرة كلها لكنهم يعيشون وضعا صعبا و حتى يصل الصبي ماجد إلى القاهرة هناك ألف سؤال و سؤال فيما يتعلق بتجهيزه و شراء التذاكر و توفير بعض اللوجيستيات ناهيك عن أن المقعد مجاني لكنهم يحتاجون إلى تمويل السكن و المعيشة أثناء الدراسة في مصر العربية

 
قلب البركات الذكريات القريبة تقليبا ممعنا في رأسه المهموم، فتذكر أن معالي الوزير صديقنا العزيز الغالي د عبدالناصر قد رأى ماجدا في إحدى الفعاليات و اعجب بموهبته الاستثنائية و عزفه الجميل رغم صغر سنه حتى يكاد الا يتعدى السابعة عشرة ربيعا 
 
تذكر صاحبنا الموسيقار أن معالي الأستاذ الدكتور عبدالناصر الوالي اعجب بموهبة الصبي ماجد و دعاه إلى حيث يجلس و طلب منه أن يزوروه في بيته مع والده 

 
لم يتسنى الظرف لماجد و والده ان يذهبا الى الطبيب الانسان د الوالي لكن لفتة معاليه كانت ذات وقع وجداني في نفوس الطفل و والده و جميع أفراد أسرته 

الان جاءهم ال بركات خبر حصول الطفل على منحة في أكبر معهد للموسيقى في الشرق العربي و لم يتوارد إلى ذهنهم الا صورة الوالد الإنسان و هو يحتضن الطفل بحنان الأب و رؤية القائد و يوصيه بزيارته لتقديم ما يستطيع تقديمه لطفل مبدع موهوب يمكن أن يكتب القدر له حكاية تفوق في حياة المستقبل التي اختار فيها طريق الإبداع الموسيقي 

و للقصة بقية

حتى لا ننسى

 *د محمد السعدي*
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان