انتصارآ لسيادة القرار الحضرمي.. سيئون تجمعنا
الساعة 10:40 صباحاً

عدنان بن عفيف
ها هي الأفكار والأنظار والقلوب والعقول تتجه يوم السبت الموافق ٥ يونيو حزيران ٢٠٢١م إلى مدينة سيئون الطويلة عاصمة و حاضرة وادي حضرموت العتيق لمتابعة مجريات وفعاليات وتوصيات ومخرجات اللقاء التشاوري الحضرمي الذي دعا له فريق حضرموت الخير في خطوة كبيرة جرى التنسيق لها على مدى أكثر من ثلاث سنوات ماضية تخللتها الكثير من التحركات الجدية الفاعلة واعترضتها الكثير من العراقيل الخاصة والعامة وجرت فيها الصولات والجولات الموفقة التي خاضها رجالات حضرموت الخير والعطاء والتقوا فيها بالعديد من أبرز فعاليات ومكونات الطيف السياسي ونخب وشخصيات المجتمع الحضرمي ومن أولئك قيادات السلطة المحلية ورؤساء المكونات الحضرمية وغير الحضرمية ومدراء الهيئات والمنظمات الفاعلة ورموز المدارس الدينية في ساحل ووادي حضرموت . وهاهي كل تلك الجهود تتوج اليوم بإعلان اللقاء التشاوري الحضرمي في خطوة موفقة طالما انتظرها الحضارم داخل وخارج الوطن. 

ولعل أبرز مايسعى المنظمون والحاضرون والمتابعون إلى تحقيقه هو أن تخرج حضرموت عن بكرة أبيها بكلمة واحدة في صف واحد وبموقف واحد لهدف واحد يفضي في نهاية المطاف إلى وضع اليد الحضرمية على قرار السيادة في كل ما تمتلكه حضرموت من خيرات وهبات ربانية يأتي في مقدمتها الإنسان والأرض والثروة .

وعندما نتكلم عن مفصل أن تمتلك حضرموت قرار السيادة فليس في هذا اعتداء أو استعداء على أحد بقدر ماهو دفاع عن الحق الحضرمي المنهوب والضائع والمفقود والموجود دون الحاجة إلى أي تبعية لحضرموت من أي نوع كانت ومع أيآ كان .

حضرموت ياسيداتي وسادتي من حقها أن تنعم بسعادتها من خلال امتلاكها لقرار سيادتها الذي لن يتأتى إلا برؤية استراتيجية حضرمية خالصة تتعانق فيها الكلمة بالصف والموقف بالهدف على يد كل حضرمي حر شريف من أي موقع في أي صفة وبأي إمكانيات داخل وخارج الوطن حضرموت. 

وطبيعي جدا أن يتبادر إلى بعض الأذهان ذلكم الطرح التقليدي الذي يزيد الأمور تعقيدا باحتمالية فتح أبواب الإساءة والتخوين والتشكيك في حق كل من يبادر صراحة بإعادة نظر حضرموت والحضارم في علاقاتها مع محيطها وحقها في امتلاك سيادتها المطلقة لقرارها، لكننا كحضارم يجب أن نصمد وأن نرفع الصوت عاليا وأن نثبت الفعل واقعا أننا يد واحدة من أجل حضرموت، ومن حقنا في حضرموت أن تكون لنا كلمتنا ورأينا في كيفية الشراكة التي تفرضها الارادة الحضرمية للعيش بسلام مع محيطها بما يليق بحقها المواز لثقلها وقوتها ومكانتها التاريخية والمعاصرة والمستقبلية.

حضرموت يا أعزائي الكرام طال انتظارها كثيرا فيما مضى لأن تنال حقها من مغتصبيه لكن دون جدوى ودون فائدة من ذلك الأنتظار الذي يفسره البعض خضوع وخنوع بينما هو في الحقيقة نتيجة سلبية لشتات الرأي الذي أبى إلا أن يجتمع في سيئون اليوم ويقول نحن هنا وهنا حضرموت. 

وخلاصة القول :

إذا كان للآخرين مشاريعهم فمشروعنا حضرموت، حضرموت التي ينبغي على العالم أن يعرف حجمها وثقلها ومكانتها وإخلاص الشرفاء من أهلها الذين تحملوا الكثير ومازالوا على قدر عال من التحمل والتعاطي المسؤول بكل قناعة مع كل من يعترف لحضرموت بحقها وسيادة قرارها في شراكة وندية مطلقة بعيدا عن أي تبعية أو وصاية على حساب حضرموت.

والذي نتمناه على اللقاء التشاوري الحضرمي في سيئون أن تلبي مخرجاته الحد المأمول مما عجز الماضي عن تحقيقه وفي مقدمة ذلك : تشكيل لجنة متابعة لمخرجات اللقاء تتكون من المدافعين عن الحق الحضرمي وتضم دماء وطاقات حضرمية خالصة من مختلف فئات المجتمع ويراعى في ذلك حضارمة المهجر والمرأة والشباب ، بالإضافة إلى إعلان لقاء حضرموت التشاوري واعتبار مخرجاته وتوصياته وثائق حضرمية أصيلة، وتتولى اللجنة المنبثقة عن اللقاء تعميم المخرجات على جميع الجهات واعتبارها جهود إضافية متصلة إلى ماسبق من جهود حضرمية قام ويقوم بها الحضارم خلال الفترة الماضية والحالية ، مع التأكيد على أن هذه الجهود ليست بديلة أو وسيلة لإلغاء أي جهود سابقة ولاتعني الإنتقاص لكل من يعمل في مكونه الخاص أو بمفرده وعلى كل من يجد في نفسه القدرة على العمل من أجل حضرموت الالتحام والالتزام باللقاء التشاوري الذي دعا له وسعى إليه فريق حضرموت الخير وتفاعل معه كل من وقف على الدعوة من مختلف الفعاليات الرسمية والأهلية والنخبوية والعامة في حضرموت ، وهو مشهد قلما يتكرر وفرصة سانحة أن يتصحح فيها ومعها مفهوم العمل المشترك من أجل حضرموت ، والأجمل في كل مايعتمل من تحضيرات وتفاعلات مع اللقاء التشاوري الحضرمي أنك تستشعر حجم ولاء الحضارم لبلادهم في لحظات توافقية تاريخية فارقة وكأنهم أقسموا اليمين في قرارات أنفسهم على ميثاق شرف حضرمي ناصع ونزيه يقضي بتحقيق الخدمة لحضرموت من أجل حضرموت تحت مظلة حضرموت .

فاللهم عجل بهذا ياكريم ..

اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد.

 

كتب / عدنان أبوبكر بن عفيف. 

الجمعة ٤ يونيو ٢٠٢١م.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان