الخلط بين الجهل والأمية
الساعة 07:08 مساءً

لا أخلط، كما يخلط البعض، بين الجهل والأمية.
الأمي ليس جاهلا في كل الأمور بالضرورة.. وكم أذهلنا بعض الأميين بالوعي العميق والتفكير النقدي الواضح والرؤية الواضحة للأشياء والأحداث المعقدة.
بل أظن أن بعض الأميين نجوا من عملية التدمير الممنهج التي يقوم بها نظام التعليم عندنا القائم على الحفظ وتدمير التفكير النقدي عند الطالب.
الأمي شخص لا يقرأ ولا يكتب لكنه قد يكون مثقفا وواعيا بقضايا مجتمعه ومؤمنا بقيم المواطنة والنظام والقانون.
والمتعلم قد يكون جاهلا حتى ولو حمل شهادة الدكتوراه أحيانا.
وكم وجدت من أميين يحترمون إشارة المرور وقواعد السير وأنظمة الدولة ويرفضون الرشوة والمحاباة ويقدسون التعليم والعلم.
وبالمقابل كم وجدت من متعلمين يرشون ويرتشون ويكسرون أنظمة السير ويحابون ويغالطون ويعيشون وعيا مناطقيا وعنصريا بغيضا.
كلامي هذا لا ينفي أن الأمية مشكلة خطيرة تقلل من قدرة الفرد على الفهم والتفكير والعمل.
لكن القضية الأهم هنا أن الجهل عند المتعلم اخطر بكثير من الجهل عند الأمي.
فجهل الأمي جهل بسيط يعي الأمي فيه أنه جاهل فيحاول قدر ما يستطيع تصحيح الوضع.
أما جهل المتعلم فهو جهل مركب يجهل المتعلم فيه جهله ويكتفي بمعرفته الزائفه ويسحب مجتمعه نحو مهاوي العنف والفقر والحروب. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان